لا جاهزية لقوات الأمن العراقية-صلاح بصيص

Mon, 2 Jan 2012 الساعة : 15:12

جاهزية القوات الامنية يفرضها الشارع، ومدى السيطرة على مفاصل الدولة وحدودها وليس التصريحات الاعلامية الرنانة، صحيح ان الحرب جزء منها اعلامي ولا ينبغي اهمال هذا الجانب وضرورة الاهتمام به، كما لا ينبغي الاكتفاء والاعتماد عليه بصورة دائمة، ليكون اشبه بالملاكم الذي اضر به خصمه ايما ضرر وهو مبتسم يحاول حجب الانكسار والهزيمة، وبعد انتهاء النزال يتوعد الخصم في المباريات القادمة ليتكرر نفس السيناريو مرة اخرى.
(في ظروف كالتي يمر بها البلد اليوم أكثر ما نحتاجه الحس الأمني للمواطن) هذا ما يصرح به الناطق الرسمي لعمليات بغداد باستمرار، وكان اخرها التصريح الذي ادلى به من على شاشة العراقية الفضائية عشية يوم الخميس الماضي والذي شهد 13 تفجيرا توزعت بين مناطق متفرقة من العاصمة بغداد ذهب ضحيتها المئات من الابرياء، وكأن المواطن يتحمل عبء الخروقات الامنية المتكررة، ولم نسمع لا من اللواء قاسم عطا ولا غيره من القادة الميدانيين، تصريحا ولو من باب السطحية، على الأقل، عن عدم جاهزية القوات الامنية، بل لا يحملها جزء بسيط من تلك الانتهاكات، مع ان الواقع يقر بأن تلك القوات غير جاهزة، تحتاج الى كثير من التدريب والتطوير واهم ما تحتاجه هو الشعور بالوطنية، ما قرأته من مقالات وتحليلات من قبل المئات من الكتاب والمثقفين عن عدم جاهزية تلك القوات وفوضى انتشار السيطرات في الشوارع وعدم محاسبتها وقلة فائدتها، قلنا مرارا بان السيطرات المنتشرة لم تتمكن من القبض على سيارة مفخخة او حزام ناسف، او عبوة أو اي خرق اخر، وكأن القادة لا يسمعون وهم اقصى ما يتمكنون منه غلق الشارع او نصب سيطرة يعطل من خلالها السير دون اي فائدة تذكر، وفي اغلب الاحيان تتواجد اكثر من سيطرة في شارع واحد كما يحصل في شارع المطار وغيره.
العدو يشعر بخطورته ويفخر بفعله عندما ينظر الى سهولة اختراق القوات الامنية المنتشرة، كما يفخر بتسببه بغلق منافذ الطرق والشوارع الرئيسية والفرعية، ويضحك بالتأكيد عندما يظهر علينا القادة عقب اي تفجير ليبرروا لنا اسباب الانفجار وسيطرتهم على الوضع الامني، العدو يشعر بالفخر لا لقلة الاصابات وكثرتها بل لاختراقه اجهزة الكشف والسيطرات ونفاذه الى الاماكن المهمة والحساسة في قلب العاصمة بل وقلب الحكومة ايضا...
تتجول في سيارتك في شوارع بغداد، لترى الزحام الكبير وطوابير السيارات الممتدة الى مسافات واسعة، لا مكان للمرور سوى لسيارة واحدة فقط، فتحة بعرض مركبة تزدحم عندها المركبات، تجد حين وصولك الى النقطة المقررة لتفتيشك شباب منشغلون متعبون لا يعي اغلبهم ما يقع على عاتقهم من مسؤولية، عندما تسأل لماذا كل هذا الارباك يجيبك احدهم بانها اوامر!... وبعدها يقع الانفجار، فماذا حققنا من تلك الاوامر وما هي الغاية منها؟.
لقد كتبنا الكثير وقرأنا اكثر، طالما هناك توافق سياسي لا داعي للسيطرات ولا الى الانتشار الامني غير المجدي، وطالما هناك اختلاف وتناحر فلن توقف هذه النقاط وهذا الانتشار عجلة الارهاب، فعلينا ان نحفظ ماء وجه رجال الأمن أو ان نمضي في تطويرهم بطرق حديثة غير التي نرى، علنا نصل الى رجل امن يحمل حسا امنيا يستبق الحدث ويباغت العدو قبل وقوع الكارثة.
[email protected]

Share |