كيف نكون مع الحسين (عليه السلام)؟-عبد الكريم إبراهيم
Mon, 2 Jan 2012 الساعة : 14:02

لمواجهة المادة الإعلامية السلبية، نحن اليوم بحاجة الى التمكن من الطرح لبلوغ الغاية الأسمى. هذا يعتمد على اختيار الادوات والوسيلة الناقلة لها، لاسيما في وجود ضبابية فكرية حول الكثير من المفاهيم موجودة لدى الطرف الآخر بحكم عملية التشويش التي تمارسها بعض الماكينات الإعلامية. ولعل هذه المسؤولية تحتاج الى قدرات بشرية واعلامية تملك قوة الاقناع والتأثير في المقابل.
الثورة الحسينية من أهم الأحداث التي نستطيع من خلالها إعادة تركيب المفاهيم الفكرية السلبية في حالة وفرت بعض المقدمات الضرورية والموضوعية في تناول هذا الحدث، والنظر من زاوية غير المصدر الفكرة، لان بعض الوسائل التي اخذت على نفسها نشر مفاهيم هذه الثورة العظيمة، كانت في نفس الوقت هي: المصدر والمتلقي في آن واحد، ما جعلها تخاطب جمهورا معينا هو اصلا له كل الاستعداد لقبول افكارها والتأثير فيها، بالتالي ضياع مثل هذه الجهود مهما كانت كبيرة ونبيلة الغاية، لأنها لا تحقق الأهداف المرتجاة منها، وحتى هذه الأخيرة توجد فيها جهات غير مقتنعة بكل ما يصدر من الباعث (المصدر)، وحجتها في ذلك أسباب كثيرة بعضها قد يكون واقعيا ومقنعا. في حين إن بعضها يتكئ على مبررات واهية غايتها اثارة جدلية غير مجدية تجاه بعض الحقائق الثابتة والواضحة.
اذا نحن اليوم أمام حالة معاصرة عن كيفة نقل افكار الثورة الحسينية بصورة مجردة من الزوائد والسلبيات التي لحقت بها بعد سنوات طويلة، هي لا تبتعد في عمرها التاريخي عن وقتنا الحالي اكثر من 200 سنة. الحاجة المعاصرة تقتضي مخاطبة جمهور واسع متعطش للمبادئ والمتأثر بالقيم بدون مبالغة وإضافة قد تثير مشاعر فئة معينة ولكن في المقابل يفهمها البعض على انها مبالغة غير محببة. هذه الحالة برزت بصورة جدية الى الساحة بعد التطور الهائل في وسائل الاتصالات، وبالتالي نحن بحاجة الى طاقات وإمكانيات توازي هذا التغيير الذي حصل، وعميلة تهذيب بعض مفاهيم الشعائر الحسينية بحيث تكون مقبولة لدى كل البشر دون النظر الى خلفياتهم الدينية والاثنية، وايضا نحن بحاجة الى (فرمتة) الأساليب المنبرية القديمة التي اخذت مادتها التاريخية عن طريق تقليد الآخرين وبدون تمحيص فضلا عن عدم قدرتها على اضافة شيء جديد سوى التكرار الذي قد لا يفهمه المتلقي الجديد، وايضا هناك امر ضروري وحتمي فوق كل الغايات والمبررات الا وهو كيف نقل ثورة الامام الحسين (ع) بعيدا عن جمهورها المتعارف عليه الذي ادرك كل الابعاد والشعائر الحسينية، وكيف ندخل جمهورا يتلمس طريقه لاول في الولوج الى دوحة آل محمد عليهم السلام. فاذا حاولت معه الطريقة التقليدية السابقة، ولدت لديه صدمة قد تكون سلبية اكثر منها ايجابية. اذا امامنا باب جديد نطل به على ثورة الامام الحسين (ع) لانها ثورة ليست وقتية، تموت في زمنها كما حال بقية الثوراث والانتفاضات العالمية، الثورة الحسينية هي تواصل انساني يمكن ان يقرأ من جوانب عديدة ولا يمكن حصرها في منظور معين ووجه واحد. نحن اليوم بحاجة الى اعادة قراءة بعض الجوانب العالمية في الثورة الحسينية والخروج من الاطار المحلي الذي بدأ لا يتناسب وعظمة هذه الثورة.


