النفوس الكريمة والنفوس اللئيمة-ابراهيم عفراوي
Sun, 1 Jan 2012 الساعة : 14:07

الصلاة والسلام على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين واصحابة اجمعين
رؤي عن ابن عباس انه قال : - قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :- ( ان الله عزوجل خلق خلقا لحوائج الناس يفزعون اليهم في حوائجهم , اولئك الامنون يوم القيامة غدا من عذاب الله عزوجل ) ان الله سبحانه وتعالى يسخر عباده المؤمنين الاتقياء الذين يستجيبون لاوامره لنصرة المظلومين المستضعفين في الارض ليكونوا اعوانا لهم وناصرين وبما رزقهم واكرمهم من رزقه وفضله وجوده وكرمه العظيم وهم لايبتغون سمعة ومكانة في الحياة الدنيا بفعلهم هذا الاكثر سموا ورفعة عند التعمق والبحث في جوانبه الاخلاقية والانسانية والشرعية ونفوسهم يملؤوها الايمان الصادق النابع من العقل والضمير والوجدان بالتقرب لوجهه الكريم واملا في الفوز برضاه والتشريف برحمته ومغفرته يوم الحشر و الحساب , ولو لم يكن هذا الشخص عبدا مطيعا لله تعالى في سره وعلانيته وفي قلبه ولسانه مااستجاب لامره الله تعالى ولقال مثلما قال الاخرون الذين استولى الشيطان على نفوسهم وعقولهم بافكاره المادية والدنيوية التي جعلها سلاحا بيديه للتسلط عليهم وعلى نفوسهم وعقولهم ليصبحوا من اللاهثين و المتمسكين بالدنيا وزخارفها واغراءتها التي ليست لها نهاية والذين تخلوا عن دين الله واومراه ونواهيه فكانوا عونا للظالمين على المظلومين وبموقفهم الذي اختاروه منذ زمن بعيد مما ادى الى القاء نفوس بريئة في قارعة الطريق بعد ان اثقلوها بالجراح والطعنات المولمة نتيجة طغيان واستبداد اصحاب النفوس الخبيثة اللئيمة في افعالهم الشريرة والمهلكة والتي يهتز لها عرش الرحمن في السماء . حاشا لله ان تكون عينه قد غفلت عنا في كل خطوة نخطوها في هذا الاختبار والابتلاء العظيم الذي لم يكن اختبارا وتمحيصا لنا بل لللكثيرين الذين احتكوا احتكاكا مباشرا بتلك التجربة الانسانية الماساوية والمؤلمة فبعضهم ادى ماعليه وبفضل من الله تعالى في اتم واكمل وجه وابهى واسمى صورة والبعض الاخر كان فتنة وابتلاءا فوق الابتلاء وجرحا اخر اشد ايلاما من كل الجروح والطعنات التي تعرضنا لها , فرب العرش كان معنا ولازال والظالمين ان اغلقوا بابا فتح برحمته الواسعة ابوابا اخرى اوسع منه , وبامره ورحمته وفضله ومنه علينا منحنا سندا وعونا في محتنا ومصيبتنا تعجز الكلمات عن وصف شخصيته ورجولته وانسانيته او وصف جوده وكرمه علينا وسعه قلبه وصدره لقضيتنا وحلمه وصبره الذي منحنا صبرا وايمانا وقوة وعزما على مواصلة مسيرة الحياة والصبر على الابتلاء حتى ياذن الرحمن بامر ما , وبعين التساؤل والحيرة المستمرة انظر وباعتزاز كبير يملء العقل والضمير لموقف هذا الانسان النبيل معنا وانا انظر بعيني الاخرى الى قول من اجمل وابهى الاقوال والحكم لسيدي ومولاي الامام زين العابدين ( عليه السلام ) في رسالة الحقوق , اذ قال : - ( واما حق ذي المعروف عليك فان تشكره وتذكر معروفه وتنشر له المقالة الحسنة وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله سبحانه , فانك ان فعلت ذلك كنت قد شكرته سرا وعلانية , ثم ان امكن مكافاته بالفعل كافاته والا كنت مرصدا له موطنا نفسك عليها . ) وانا اشعر بالحيرة في نفسي وفكري والتقصير في قولي وفعلي بكيفية رد الاحسان الى هذا الانسان بكل معنى الكلام والذي كشفت لنا الايام معدنه الاصيل وجذوره الطيبة الخيرة ومقدار ايمانه بالله تعالى وبيوم الحشر والحساب , والذي كان نعم السند والعون لنا ونحن نعاني من تقلبات الزمان وظلم الاقارب ففتح باب عمارته في اصعب الظروف واشدها قسوة على الانسان الا وهي ايام الفتنة الطائفية التي قطعت كل الروابط والعلاقات واصبح الناس في هلع ورعب وخوف مستمر في الليل والنهار وهم يبحثون عن مؤى لهم يقيهم حرارة الصيف وبرودة الشتاء فضلا عن منحهم الامن والاستقرار والاطمئنان على انفسهم واهليهم من القتل على الهوية او غيرها من صنوف القتل والتعذيب والدمار التي سادت ارجاء العراق , في هذا الظرف خرجنا من ذلك البيت هربا منه ومن اصحابه الخبثاء اللعناء وبعد ان توضحت لنا الكثير من الحقائق عنه وعمايقومون به في السر والخفاء وبعيدا عن الانظار ودون ادنى شعور بالخوف والرهبة من الله , خرجنا واخي المبتلى المرحوم التشكيلي ( اسماعيل عفراوي ) من ظلمهم وطغيانهم ونحن لانحمل معنى الا فراشا بسيطا لكي يستلقي عليه بدننا التعبان المثقل بالهموم والجراح لنقاسي اضافة لهذا الابتلاء العظيم ظلم الفقر والعوز والتشرد والحرمان وقلة الناصرين والاعوان في زمن التشتت والفرقة والعدواة والبغضاء , حتى اتى امر الله بالالتقاء بهذا الوجه الكريم فمنحنا وبلا مقابل مكانا يقينا ذل التشرد ومهانة مد الايدي للاخرين ويقي المظلوم المبتلى حر الصيف القاتل وبرودة الشتاء , فهل لكم ان تتصوروا ايها الاخوة والاخوات قيمة وحجم مافعله هذا الانسان عند الله اولا ومن ثم عندنا , ومن ياترى سيقف موقفه النبيل هذا على مدار 6 سنوات ولازال ؟؟؟ أهو ذلك الذي خرجنا من ظهره ومن صلبه والذي استولى عليه شيطان فتنة ومكر وسحر النساء واحلامهن الدنيوية ليكون عبدا مطيعا لافكارهن المسمومة وهو يسعى وعن قصد في الخفاء لاذيتنا وتحطيمنا نحن واقرب الناس الينا واقربهم الى القلب والروح وبالاستعانة بما حرمه الله ونهى عنه في كتبه واديانه السماوية من اجل ان يكون البيت ومايحتويه ملكا لامراءته وابنائها حتى لو اقتضى الامر قتل زوجته السابقة وابنائها , ( انني لااريد ان اطلق تعبير الغريب على هذا الانسان المؤمن الجواد الكريم الذي ازداد منزلة ومكانة وقربا في قلوبنا وعقولنا كقرابة الام التي حملتني واخي الوحيد فهو اقرب الي من المقربين الذي تخلوا عنا منذ زمن بعيد ) وهذا الكريم الذي لايرتبط بنا بصلة رحم او قربى ولم تكن بيننا معرفة في الماضي يفتح قلبه وعقله وماله ليكون تحت يديك وهو لايطلب منك شيئا ليجعلك تشعر بالدف والراحة والامان وان الدنيا لازالت بخير مادام فيها امثاله من المؤمنين المتقين الطيبين الخيرين الكرماء , فوالله ان هذا الشخص رحمة ونعمة من الله تعالى قد سرنا به في زمن لاينفع الاخ اخاه وتخلى الاب عن ابنه وجفاه , وهنا استذكر قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم :- ( ان الله تبارك وتعالى عبادا تستريح الناس اليهم في حوائجهم , وادخال السرور عليهم اولئك امنون يوم القيامة ) فهو مسلم مؤمن بالله قلبا وقالبا قد عبر عن هذا الامر بفعله الكريم هذا معنا دون الكلام , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :- ( المسلم اخو المسلم لايظلمه ولايسلمه , ومن كان في حاجة اخيه كان الله عزوجل في حاجته , ومن فرج لمسلم كربة فرج الله عزوجل عنه كربة من كربات يوم القيامة ومن سر مسلما سره الله تعالى يوم القيامة ) ان المؤمن بالله حقا حقا يفرح عندما يجدك فرحا مسرورا ويحزن حزنا شديدا عندما يلم بك امرمؤلما ومحزنا , ان تلك الدموع الصادقة عن نفس صاحبها والتي نزلت من عينيه الكريمتين لاتقدران عندنا بثمن وهو يسمع خبراخي المؤلم والمحزن بعد عدت ايام اذ اخذت اثاروملامح الاسى والحزن والالم تظهر واضحة جلية على وجهه النبيل والسخي و الكريم وقلبي يعتصر الما وحزنا عليه وعلى اخي الذي فقدته بتخطيط وغدر وكر وسحر المقربين من اصحاب النفوس الخبيثة اللئيمة والذين لم نسلم منهم ومن شرهم المستطير حتى بعد ن تركنا لذلك البيت المشؤوم . فليس غريبا ان يصدر منه هذا الشعور الابوي والاحساس الانساني فموقفه منا قدا اصبح واضحا كوضوح الشمس في السماء وكرمه وجوده ووقفته المشرفة معنا والتي لايمكن وصفها مهما بلغت العبارات في قدرتها للتعبير عن حقيقة امثال تلك المواقف الانسانية التي اصبحت عبرة وقصة يحكي بها الناس هنا في ( منطقة ابودشير ) . فصلوا وسلموا ايها الاخوة والاخوات على النبي المختار وال بيته الطيبين الاطهار وارفعوا ايديكم معنا بالدعاء والابتهال الى الله تبارك وتعالى لهذا العبد المؤمن الصالح وعائلته الكريمة المؤمنة بان يحفظهم من كل سؤء ومكروه وان يبدل سياتهم حسنات وان يكتب لهم وقفتهم المشرفة مع المظلوم المبتلى باحرف من نور وان يجعلهم من الامنين المطمئين في الحياة الدنيا والاخرة وان يسكنهم فسيح جناته وملكه الذي لايزول وان يسقيهم من رحقيه المختوم وان يحشرهم مع احب الناس اليه وارفعهم منزلة ودرجة عنده محمد وال محمد الطيبين الطاهرين . اتمنى ان انقل واحكي تلك القصة المؤلمة في زمن تغيرت فيه النفوس بتمسكها بهذه الدنيا الزائلة وملذاتها وشهواتها واغراتها والتي جعلت من الاب قاتلا للابناء فهي قد عبرت بصدق عن كرم الله علينا ومن ثم كرم هذا الانسان فلكل اهلنا بالعراق في ( بغداد . بابل . كربلاء . النجف . سامراء . الديوانية . السماوة . الناصرية . البصرة . العمارة . واسط . ديالى . الموصل . صلاح الدين.كركوك.اربيل.دهوك.سليمانية)انها قصة ظلم الاباء للابناء http://www.youtube.com/watch?v=iVED6kz-DEQ