حركة علاوي تتهم جهة سياسية نافذة بدعم المنشقين و"التأمر" عليها

Sun, 1 Jan 2012 الساعة : 9:47

وكالات:

اتهمت حركة الوفاق الوطني العراقي بزعامة إياد علاوي، السبت، جهة سياسية نافذة لم تسمها بدعم المنشقين عنها والتآمر عليها، داعية تلك الجهة إلى الركون للتنافس الشريف والالتزام الأخلاقي في حماية التعددية السياسية، فيما أشارت إلى أن المنشقين عنها ارتضوا المتاجرة بأنفسهم بثمن بخس يظهر إفلاس الجهة الراعية لهم .  

وقال المتحدث الرسمي باسم حركة الوفاق الوطني العراقي هادي والي الظالمي في بيان صدر، اليوم، وتلقت "السومرية نيوز"، إن "جهة سياسية نافذة دأبت في الآونة الأخيرة على استدراج بعض من استهوته الأضواء الخادعة أو ممن شرع أبوابه أمام ريح الخيانة ممن حسب على المشروع الوطني"، مبينا أن تلك الجهة "أعدت لهم المؤتمرات الصحافية في القاعات الفخمة للمزادات السياسية الرخيصة ليزايدوا على حركة الوفاق الوطني وأمينها العام إياد علاوي وتاريخهما النضالي في مقارعة الدكتاتورية وبناء الدولة الوطنية المدنية".

وكان رئيس حركة الوفاق الوطني في محافظة النجف محمد الموسوي أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده، اليوم، عن انسحاب الحركة من القائمة العراقية وانضمامها إلى حركة أبناء العراق للتغيير، عازيا سبب الانسحاب إلى الإقصاء والتهميش والتوجه الطائفي لدى قادة القائمة وفقدان التوازن في التعامل مع قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، فيما أكد حركة أبناء العراق للتغيير أن ممثلي العراقية في العديد من المحافظات سينضمون إليها قريبا.

وأضاف الظالمي أن "تلك الجهة السياسية النافذة  تستحوذ على الكثير من المال العام وتبدده في شراء ذمم النافخين في بوق السلطان، أو البلطجية استعدادا لقمع أصوات الحرية كما حدث في ساحة التحرير"، مشيرا إلى أن "تلك الجهة وعوضاً من أن تنشغل في الشأن العام والعمل على المصلحة الوطنية بما يمليه الواجب، كرست انشغالاتها في التأسيس لدكتاتورية كارتونية، غافلة عن أنها تنسج عالما من الوهم لا وجود له إلاّ في وعيها الظلامي".

وأشار الظالمي إلى أن "تلك الاحابيل الهزيلة لن تنطلي على احد، فالحركة قد اجتازت مؤامرات أكثر شراسة وخرجت منها اصلب عودا، وهي تنسج  في ضمير العراقيين ووجداناتهم في ذات الوقت الذي  تبني تنظيماتها على الأرض"، داعيا "تلك الجهة السياسية بالركون إلى التنافس الشريف من خلال مصاديق الانتماء للوطن الواحد الكبير وشعبه الواحد المتعايش بسلام على مر العصور".

وطالب المتحدث باسم حركة الوفاق تلك الجهة بـ"الالتزام الاخلاقي والدستوري في صون وحماية التعددية السياسية، والكف عن أساليب إذكاء الكراهية والإيذاء التي اتبعتها إزاء كل شركائها السياسيين والوطنيين من دون استثناء"، محذرا أن تلك الجهة السياسية "ستجد نفسها في عزلة من الجميع وهي تنسف كل أسس الثقة والتآخي التي تفرضها وحدة العمل السياسي والوطني".

وأكد الظالمي أن "حركة الوفاق الوطني العراقي تقود اليوم مشروع الدولة المدنية الديمقراطية بقوة اكبر وثقة أعظم بتلاحم صميمي مع كل العراقيين"، داعيا "الشعب العراقي إلى التنبه للأساليب الرخيصة  التي  تهدف  إلى  الإيهام بضعف الحركة أو حصول انشقاقات فيها، من خلال تكرار عرض ذات الوجوه".

وتابع المتحدث باسم حركة الوفاق أن تلك الوجوه "ارتضوا المتاجرة بأنفسهم بثمن بخس في سيرك متنقل، بما يظهر إفلاس الجهة الراعية لهذا التهريج وانهماكها بالتآمر على الآخرين بديلا عن خدمة العراقيين والسهر على وحدتهم وتحقيق الديمقراطية الناجزة لهم"، مشيرا إلى أن "ثلث الشعب العراقي تحت خط الفقر، ويتسول مئات  الالاف من الشباب لأغنى بلد نفطي  فرصة عمل  في ظروف مذلة  عند أبواب الدوائر والمؤسسات الرسمية".  

وكان أعضاء حركة الوفاق في محافظة ذي قار أعلنوا، في الـ26 من كانون الأول الحالي، الانسحاب الكامل من الحركة والقائمة العراقية نتيجة الأخطاء والممارسات التي انتهجتها قيادة القائمة العراقية مؤخرا بما فيها عمليات التهميش والإقصاء والتوجه الطائفي تجاه قيادات وكوادر ومرشحي الحركة والقائمة العراقية في مناطق الفرات الأوسط والجنوب، فيما أكدوا تشكيل حركة جديدة باسم حركة ابناء العراق للتغيير.

 فيما اتهمت حركة الوفاق الوطني بزعامة إياد علاوي في حينها، المنشقين عنها باستغلال التطورات التي يمر بها البلد، مؤكدة أن أعضاءها يتعرضون لأساليب الترويع والترهيب التي تمارسها بعض الجهات النافذة.

وشهدت القائمة العراقية العديد من الانشقاقات خلال الفترة الماضية، حيث اعلن أعضاء في حركة الوفاق الوطني بمحافظة واسط، في الـ11 من ايلول الماضي، عن انشقاقهم عن الحركة وتشكيلهم تجمعا جديدا، مؤكدين أن من بين أسباب انشقاقهم عدم وجود قيادة مركزية رصينة للحركة قادرة على الخلاص من جذوره البعثية، فيما اعلن النائب عن محافظة كربلاء محمد الدعمي، في التاسع من آب الماضي، انسحابه من القائمة العراقية والانضمام الى كتلة العراقية البيضاء، مؤكدا أن القائمة لم تقدم العون لمحافظته التي وصل من خلال أصواتها إلى البرلمان.

كما أعلن النائب زهير الاعرجي، في الـ31 من تموز الماضي، انسحابه من القائمة العراقية احتجاجا على تفرد قادتها بالقرارات وتفضيل المصالح الشخصية، مبينا أن المناصب أصبحت قريبة من المحسوبية والمنسوبية، فيما أكد أن الأيام المقبلة ستشهد انسحاب العديد من أعضاء القائمة العراقية.

وشهدت القائمة العراقية في السابع من آذار الماضي، 2011، انشقاق ثمانية نواب عنها وتشكيل "الكتلة العراقية البيضاء" بزعامة حسن العلوي، رداً على سياسة القائمة التي لم توفق بانجاز ما خطط لها، وفقا لبيان أصدره المنشقون.

وتأتي الانشقاقات التي تشهدها القائمة العراقية تزامنا مع تصاعد الأزمة السياسية بشكل كبير بعد إصدار مذكرة قبض بحق نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي، وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلبا إلى البرلمان بسحب الثقة عن نائبه القيادي في القائمة العراقية أيضا صالح المطلك، الأمر الذي دفع القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب، وتقديمها طلبا إلى البرلمان بحجب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي، وتتزامن هذه الأزمة مع اكتمال الانسحاب الأميركي من البلاد، والذي حذر كثيرون من خطورته على البلاد.

وتشهد العلاقات بين ائتلافي رئيس الوزراء الأسبق اياد علاوي ورئيس الوزراء الحالي نوري المالكي توتراً يتفاقم بمرور الوقت في ظل بقاء نقاط الخلاف بينهما عالقة دون حل، كما وتدور خلافات بين الجانبين على خلفية العديد من المواضيع منها اختيار المرشحين للمناصب الأمنية في الحكومة، كذلك بشأن تشكيل مجلس السياسات الإستراتيجية، الذي اتفقت الكتل على تأسيسه في لقاء اربيل، ولم تتم المصادقة على قانونه حتى الآن، فضلاً عن تصريحات يطلقها رئيس الحكومة وأعضاء في كتلته تشكك بأهمية المجلس ودوره وعدم دستوريته، حتى وصل الأمر إلى حد أن قال المالكي أن لا مكان للمجلس في العراق.

المصدر:السومرية نيوز

Share |