التحرك بحساب والتكلم بالمنطق-حيدر حسين الراضي
Fri, 30 Dec 2011 الساعة : 23:43

يبدأ الانسان حياته وبالتحديد عند الولادة بالبكاء والصراخ معلنا عن وجوده ويظل يصرخ في جميع مراحل حياته ولكن باساليب مختلفة... معنى هذا ان الانسان بطبعه متبرم يجار دائما بالشكوى لمن يحيطون به عما يقاسيه ويعانيه ... ولكن طبيعة الحياة واساليب التربية التي نتعلمها تجعلنا اكثر تمرسا في مواجهة الحياة وايجاد الحلول بكافة الطرق والوسائل ومن هنا ينشا الصراع داخل الانسان لغرض الرضا بالواقع او الكفاح من اجل تحقيق طموحه والرضا بالامر الواقع مفروغ منه حيث يعيش الفرد مغلوبا على امره راضيا بقسمته مستسلما لمصيره حتى ينتهي دون ان يترك وراءه ذكرى. والكفاح من اجل تحقيق الطموح يختلف من شخص لاخر فهناك الاسلوب العنيف وهناك الاسلوب الهادىء وهناك الاسلوب الوصولي وهذه الاساليب كلها توصل للهدف ولكن باختلاف القيم! والمهم هو كيفية مواجهة المشاكل والتغلب عليها لمتصدي العمل فالوسائل كثيرة ومتعددة وللاسف بعضها دنيء وبعضها يترفع عن التفاهات.. ويبقى الاسلوب العلمي والفكر المنظم ومقارعة الحجة بالحجة هو الاسلوب الامثل للمواجهة لذلك يجب على الانسان ان لا يتحرك الا بحساب ولايتكلم الا بمنطق وهذا لاياتي الا بعد استطلاع كافة الآراء بدلا من الاندفاع وراء المتملقين الذين هم في حد ذاتهم يعانون منها!
يقول السيد رئيس اللجنة الاولمبية في معرض حديثه عن مشاركة العراق في الدورة الرياضية العربية التي جرت مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة انه مرتاح للنتائج الجيدة التي حققها رياضيو العراق في الالعاب المختلفة في هذه الدورة .... وقبل التعليق على هذا الكلام لابد ان نؤكد شيئا مهما وهو ان هذا الكلام يحتمل التفسير باتجاهين احدهما ايجابي رغم انه ينطوي ولايخلو من عملية ذر الرماد في العيون الشاخصة! وهو مايخص مقارنة هذه المشاركة بنظيراتها المشاركات السابقة في دورتي القاهرة والجزائر وماتحقق هنالك وماحققناه هنا (في الدوحة)! .
واما السلبي فهو امر كارثي بكل معنى الكلمة لاننا شاركنا في هذه الدورة ب23 لعبة نعم 23 لعبة ولم نتمكن من تحقيق انجازات سوى الفوز ب12 وسام ذهبي اغلبها كان في لعبة او لعبتين! فأين باقي الالعاب ولماذا لم نحقق فيها نتائج مميزة لاسيما وان تصريحات مسؤولي اللجنة الاولمبية قبل بدء الدورة كانت حماسية جدا لدرجة اننا صدقنا وانتظرنا اكتساح عراقي مذهل لجدول الاوسمة .... خاصة وان المبالغ التي صرفت على معسكرات الاعداد حملت ارقام فلكية مهولة!.
خلاصة القول ان مسؤولي رياضتنا لا زالوا كما هم السابقون (حريفي تصريحات) لانهم يعتمدون على بعض المتملقين من منمقي ومزوقي الكلام الذي يجهزه هؤلاء ليردده البعض كالببغاء .... ولذلك لابد لنا ان ننتظر زمنا اخر علنا نحقق فيه تفوقا يثلج صدورنا الساخنة بهموم الانكسارات و يعافي آذاننا المريضة والمتعبة من صراخ بياعي الكلام !