لم تكن معرفتي قديمة بالرجل الذي سأتحدث عنه خلال هذه السطور , إنما معرفتي ممتدة إلى بضع أنشطة ثقافية منها وأخرى خدمية حيث إني بحكم عملي الإعلامي كنت قريبا منها وهو بحكم مسؤوليته كنائب ثاني لمحافظ ذي قار وكأبن صميمي ينتمي بكل حب إلى جذور مدينته الناصرية مدينة نبي الله إبراهيم الخليل كان هو يرعى هذه الأنشطة ولاسيما الثقافية منها وكنت أراقب بعدستي الإعلامية وأوثق حيث وجدته حاضرا متحمسا كمواطن يحب مدينته قبل أن يكون مسؤولا تحتم عليه مسؤوليته ذلك , فلا أنسى دوره الفاعل في إقامة معرض شامل للكتاب ضم هذا المعرض أهم وابرز دور العرض العربية والمحلية بالإضافة إلى دوره البارز في إنجاح إقامة مهرجان المسرح العراقي في الناصرية والذي اختتم إعماله قبل أيام ,,, التقيت هذا الإنسان في مكتبه قبل أيام مع مجموعة من الزملاء ودار بيننا وبينه حديث طويل ومتشعب يصب جله في ضرورة تكاتف الجهود من اجل خدمة المحافظة على مختلف الصعد , والحقيقة أقول ودون رياء إني لمست في هذا الرجل العمق الإنساني قبل أن المس لديه غرور السلطة وليس غريبا عليه فهو ابن عائلة امتدت بجذورها إلى عمق تاريخ مدينة الناصرية والى منظومة ذاكرتها المكتظة بصور الزمن النقي,, لمست الإنسان فيه خلال حماسه وحرقته على غياب الناصرية من الريادة في كل المجالات ,كما لمست فيه حب الخير لكل أبناء مدينته فهو ينظر للجميع نظرة واحدة, ثوب المسؤولية يستعمله حين تقتضي الضرورة لذلك فهو يصلح جدا ان يكون الرجل المناسب في الموقع المناسب في الدولة المدنية التي ننشدها.. هكذا وجدته , وهكذا قرأته, فقد كان كريما يصغي بكل جوارحه لمن يحدثه ,وحين لمسنا هذه السجايا فيه قررنا أن نلغي طرح قضيتنا التي جئنا من اجلها لكن بفطنته وحرصه الح بكل معاني الإخوة وبكل صدق من اجل ان يسمع ماهية قضيتنا ليكون مؤازرا ومساندا لنا حيث مايستطيع وفعلا مثلما تمنينا كان الأمر ميسرا حين أوضح لنا طرق الحل وأختصار العقبات وأختصار الزمن فاليوم قال لنا هذا الكلام وبعده بيوم حقق أمنيتنا بل أمنية 200 صحفي وصحفية في محافظة ذي قار حيث حدد الآليات الأساسية مع مدير بلدية الناصرية ومدير الأملاك والتي أقرت هذه الآليات من قبل أمانة مجلس الوزراء ووزارة البلديات , وبهذا الموقف قد حسم السيد البنيان قضية كادت أن تكون مزمنة ومستعصية بسبب الروتين وعدم الوضوح في فهم الآليات التي استندت عليها جميع المحافظات بهذا الخصوص باستثناء محافظة ذي قار , قد ابلغوني الإخوة الذين التفوه هذا اليوم الثلاثاء في مكتبه بطلب منه ابلغوني بهذه التفاصيل وعن موقف السيد حيدر البنيان الذي التقيته قبلهم بيوم فقلت له نعم أن هذا الرجل إنسان قبل ان يكون مسؤولا : فهل ندرك هذا المعنى ونتعامل معه في جميع قضايانا بل هل يدرك المسؤولين هذا الأمر حتى يكونوا الأقرب إلى قلوب الناس؟؟ فحكمة الإمام علي عليه السلام هي بناء عرش حكمه ومحبته قلوب الناس وليس على جماجمهم : فشكرا بحجم أبجدية حبنا لهذا الإنسان والمسؤول وابن المدينة الأستاذ حيدر البنيان وشكرا للمدينة التي تجعلنا نعيش طعم الأمل رغم الأعاصير الصفراء وقبح الأيام و الزمن الرديء وقسوته