كونوا ابناء عشائر كما تزعمون ـ عقيل الموسوي
Tue, 27 Dec 2011 الساعة : 17:30

حدثنا احد ابناء عمومتنا الذي يسكن مدينة الديوانية وهو حي يرزق عن خلاف نشب بين والده السيد عباس وجارهم رحمهما الله ادى الى قطيعةٍ بينهما عندما كان يافعا لم يبلغ الحلم بعد .. وذات يوم يقول السيد اطال الله في عمره سمعنا صياحا ونياحا في بيت جارنا علمنا بعدها ان والدته قد وافاها الاجل , فناداني والدي قائلا .. لقد اصبح لزاما علينا ان نقوم بواجبنا مع جارنا , لذا أخذنا دلالنا ( جمع دلّة ) مع ما نملك من ( زوالي ) وذهبنا لتعزيته في مصيبته ولم نفارقه طيلة مراسيم الدفن والتعزية التي تستمر عادةً سبعة ايام , وفي مساء اليوم السابع من العزاء حيث اجتمع اغلب ابناء القرية وقف والدي مخاطبا جارنا .. أن شاء ما قصّرنا وياك ؟؟ فقال الجار حاشَ لله سيدنا ابو ادريس والله وفيت وزيادة ... وهنا قال والدي بصوت سمعه جلّ الحاضرين ( خويه چا احنه عله گوامتنه الاوليه ) اي اننا لازلنا على خصامنا وزعلنا ثم التفت نحوي قائلا .. يلّه وليدي جيب دلالنا وزوالينا والحگني للبيت , في مساء اليوم الثاني جاء جارنا مصطحباً اعيان القرية الى مضيفنا ليصالح والدي ويُنهي الخلاف الذي كان بينهم , ترى كم ( سياسيينا وقادتنا ) من يمتلك روح السيد عباس رحمه الله وكم منهم من يستطيع ان يصعد بنفسه وقت المحن على اقل تقدير ليصل الى هذا المستوى من العقلانية والشجاعة , ام ان الصعود يحصل فقط لغرض الوصول الى كرسي المسؤولية او البرلمان ليبدأ بعدها السقوط الاخلاقي والسقوط الحر وبدون مؤثرات خارجية عدا مؤثرات الجاذبية المالية .. وهنا اسمحوا لي ان اقترح استخدام مصطلح النزول الى البرلمان فيقال ان السيد فلان نزل الى البرلمان بعد فوزه بالانتخابات .. حلوه .. ها وبعد ذلك فأننا نطالبهم بالصعود الى الشارع لغرض الوقوف على طلبات المواطنين , نطالبهم بأن يكونوا ابناء عشائر كما يشيعوا عن انفسهم او كما يتصرفون قبيل الانتخابات حين نجدهم يقصدون المضايف والدواوين وحتى مضارب بني قينقاع وبني النضير ليستلموا فناجين القهوة في اليمين ويكون جل حديثهم هو ... نعم هذا ما نطالب به وسنفعله بكل تأكيد متبوعا بجملة ان شاء الله تعالى , فأن كنتم لا تصدقون كلامي هذا .. سلوا شركة زين عن ارقام الهواتف الخلوية التي وزّعوها على فقراء الناس في المضايف والعشائر قبل اغنيائهم , تلك الهواتف التي بقيت مفعمة بالاجابات الايجابية والوعود البنفسجية حتى ساعة غلق الصناديق حينها تحولت الاجابة فيها الى جملة واحدة هي .. عذراً الرقم المطلوب مغلق حالياً او خارج منطقة التغطية يرجى الاتصال في وقت لاحق .. نعم ها نحن نتصل وقد حان الوقت اللاحق .. حان وقت رص الصفوف والعمل الموحد مثل الائتلاف الموحد والعراق الموحد , حان الوقت لأن يصبح الجميع بِسِمِة ورِفعة السيد عباس ويحمل دلاله وزواليه ويقف مع المالكي ليس لأنها محنة المالكي او محنة الحكومة ..بل لانها محنة الحقوق والعدالة .. محنة مصداقية الشعارات التي ينادي بها الجميع والتي ابسطها هي المساواة وفصل السلطات , وكفانا التفافاً على الحقائق تحت ذريعة تسييس هذه الحادثة او تلك فقد اصبحت هذه الكلمة شمّاعةً خاوية تنوء بثقل ما حُمّلت , وحين تمر ايام المحنة وستمر بأذن الله تعالى حينها عودوا الى زعلكم وأنظروا ماذا سيفعل المالكي وكيف ستكون ردة فعل الحكومة , الحكومة التي تحاول تنفيذ امر العدالة فتُتّهم بالتسييس في الوقت الذي يقومون بالتسييس ويصورون ذلك عدلا , ام ان قتل الابرياء عدلا ومحاكمة الجناة تسييساً ؟؟؟