السحرة والشيطان وحقوق الانسان -ابراهيم عفراوي

Tue, 27 Dec 2011 الساعة : 16:24

ياترى اي نفوس لعينة وخبيثة وحقيرة ونذلة تلك النفوس التي تعتبر ان من حقها اللجوء الى السحرة والاستعانة بهم لتحقيق اهدافها ومنافعها الشخصية وعلى حساب اذية ومضرة غيرها , وتعتبر ان من حقها ان تعيش بكامل صحتها وعافيتها وسلامة بدنها وعقلها وان من حقها ان تبني حياتها ومستقبلها وتتمتع بالحياة بكل تفاصيلها ودقائقها في حين انها تسعى لحرمان الاخرين وسلبهم من كل حق لهم فيها , وتعتبر ذلك الجمل ( البيت ) ملك لها دون غيرها اذ لاحق لهم بالحياة والبقاء فيه بعد ان وضعت خطوتها الاولى على عتبته التي شهدت احداث ماساوية وتجاوزا على الحقوق الشرعية والانسانية ليس لها نظير ولاشبيه , فحقهم كما خطط له فكرها وضميرها الشيطاني هو الشارع او مستشفى الامراض العقلية او المقابر , واي حقوق ستبقى بعد ان اصبح السحرة يشاركون الناس حياتهم الاسرية والاجتماعية واصبحوا يتدخلون في كل صغيرة وكبيرة يتعرضون لها , بل اصبح لهم راي وصوت وقرار وحكم على الكثير من المشاكل والخلافات الاسرية والقضايا التي يواجهونها في حياتهم الدنيوية , تقول احدى النساء المتمرسات في هذا العالم الخفي مخاطبة المقربين اليها : - ما دام سلاحي ( ساحرها ) موجود بالقرب مني فلااحد يستطيع ان يقف بوجهي ويعترض طريقي في الوصول الى ماتشتهيه وتهواه نفسي ومن يفعل ذلك منكم سيكون مصيره مثل مصير اولئك الذين كنتم تعتقدون بانكم تستطيعون انتزاع حقهم مني فكانت نهايتهم مارايتموه بام اعينكم .
لكل انسان حق في الحياة وهو مااوصى به الله تعالى في كل شرائعه وكتبه السماوية قبل ان يحدده الانسان ويسعى لوضع قوانينه وقرارته ويوصي البشر عامة بالالتزام والتقيد بها وعدم التجاوز عليها , ولكن الذين لايخشون الله ولايخافون عقوباته وسخطه وغضبه وبلجوئهم الى تلك الطرق الخارقة و المحرمة قد تجاوزوا تجاوزا لامثيل له لكل حق شرعه الله لهذا الفرد او لتلك العائلة التي ظلموها وعن قصد وسؤء نية بسحرهم ومكرهم وعبثهم , فهم قد سببوا لهم امراضا غريبة جعلت السليم والمعافى منهم مريضا وعليلا مقعدا في فراشه ومنطويا ومنعزلا عن الحياة وما يحدث فيها ولسنين طويلة وهم يراقبون اثار ظالمهم وتجاوزاتهم اللاانسانية عن قرب وهم يتمتعون في هذه الحياة بكامل حقوقهم الشرعية واللاشرعية , ان الحديث والكلام سمة يتميز بها الانسان منحها الله اياه للتفاهم والتفاعل والتقارب فيما بين البشر وبدون الكلام الذي ينطلق من اللسان لايمكن لاحد ان يفهم الاخر ومايجول في خاطره ومايعاني منه , وبلاشك ان التعبير عن الراي والشخصية حق مشروع لكل انسان وهؤلاء بعلومهم الشيطانية الغريبة عقدوا لسانه ومنعوه عن البوح بما يدور في نفسه وفكره ومايعاني منه وحرموه من لذة الحوار والحديث الانساني الطبيعي مع اقرب الناس اليه ليصبح الصمت المطبق الذي تتخلله الرهبة والخوف والقلق صفة ملازمة له عند تواجده فيما بين اهله والمقربين واصدقائه والمحبين , تجاوزوا على حقوقه وسلبوا منه قوته وقدرته الطبيعية على العمل وبناء مستقبله وحياته وبجهده الخاص وخبرته التي سعى واجتهد من اجل الوصول اليها بالعلم والمعرفة والدراسة في ذلك الميدان الذي احبه من كل جوراحه فاختاره ليكون طريقه المفضل في التعبير عن نفسه وفكره وشخصيته التي تميزه عن الاخرين , اذ انهم يشلون قدرات الانسان ويقيدون الاعضاء عن اداء وظائفها الطبيعية وكما خلقها الله وذلك بتاثيرسحرهم المباشر على ذلك الجزء المهم والحيوي لكيان الانسان الا وهو الدماغ والذي بل شك يفكر ويخطط لنا اعمالنا ويوعز للاعضاء المختصة بذلك العمل بتنفيذها وتطبيقها عمليا وتجاوزوا على كيانه وشخصيته الحقيقية بتغييرها وتبديلها بشخصية اخرى مسيرة ومحكومة من قبلهم باوامرهم وتعليماتهم الخبيثة المستمرة والتي تخدم مصالحهم واهدافهم ومايطمحون اليه من مكاسب مادية دنيوية كان لهذا الانسان حق فيه سعوا الى حرمانه وتجريده منه بتلك الطرق المحرمة , ووقفوا بالمرصاد لمصدر كسبه ورزقه وحثوا شياطينهم لمحاربته في لقمة عيشه كما حارب الشيطان ايوب العليل ( عليه السلام ) وحث الاخرين على محاربة في مصدر عيشه وحرمانه منه حتى ضيق الخناق على زوجته التي وقفت الى جنبه في منحته دون بقية خلق الله الذين نبذوه وطردوه الى خارج اسوار المدينة , وذلك لان لقمة العيش هي التي تمنح جسده النحيل القدرة والبقاء والاستمرار على قيد الحياة واحتاروا في كيفية منعها من الوصول الى مكانها الطبيعي الذي هيئاه الله ( المعدة ) فلم يجدوا الا التخييل والتهيؤات ورؤية مالاتراه العيون ولاتدركه الابصار والتي تثير في نفسه الاشمئزاز وكره الطعام لاجباره على تقيؤه واستفراغ مافي جوفه والابتعاد عنه والعودة للرقود في الفراش , , زرعوا الكره والعدواة والبغضاء فيما بينه وبين اهله والمقربين بسحر تفريقهم وتشتيتهم اللعين بل تجاوزوا في تاثيراتهم لتشمل كل من تسمح له ظروف حياته ومتطلباتها بالالتقاء بهم من الاصدقاء والغرباء ليعيش عزلة النفس عنهم وهو بالقرب منهم وتغير نظرتهم اليه الى نظرة اخرى تجعله يشعر بالم الذل والهوان انه مريض نفسيا وعقله غير سليم , ولكل انسان حق في اختيار شريك حياته والزواج وبناء الاسرة سواءا اكان مؤمنا ام كافرا وهذا حق منحه الله لكل البشر وجعله من اياته البينات ودلائله العظام في هذه الحياة اما هؤلاء المجرمون الفاسقون المتمردون على الله فانهم قد وضعوا العراقيل تلو العراقيل وعلى مدار السنين من اجل عدم بلوغه وتحقيقه وحرمانه من حقه المشروع هذا و الذي يعتبرونه حقا لهم ولابنائهم وبناتهم وبفرحة وسرور من الاهل والمقربين والاصدقاء والمحبين الغاضين النظر او الغافلين عن ظلمهم واعتدائهم على المستضعفين من عباد الله , لقد ربطوه بقيود سحرهم عن الزواج واختاروا له زوجة من عالمهم الشيطاني تراوده في المنام لتؤدي فعلها المؤثر فيه وفي فكره بالغاء وتحطيم حقه بالاقتران بانسان يتعامل ويتفاعل معه و يراه لا خيال يراوده في اليقظة والمنام , كان يتمتع بحرية التنقل والذهاب الى تلك الامكنة التي تتطلب حضوره او تواجده والالتقاء بالاهل والاصدقاء والمحبين او يتقصدها لجلب المواد اللازمة لاعماله الفنية وغيرها مما تتطلبه ظروف حياته الخاصة الا ان هؤلاء الظالمين قيدوه عن التحرك والانتقال من البيت ليصبح منطويا ومعزولا كالسجين فيه واستمر به الحال حتى بعد الخروج منه ومن ابتلائه العظيم فهم لم يتركوه كما يتصور البعض بل انهم يتوصلون في سجنه وتعذيبه بسحرهم اللعين انتقاما منه لحقدهم الدفين حتى اتى ذلك اليوم الذي قرروا فيه سلبه من حقه في الوجود في هذا الكون الواسع وبفقدانه للروح التي عذبوها بسحرهم اللعين لينتقل الى عالم الاموات . وفي حقيقة الامر ان هؤلاء يصدرون احكامهم باعدام الاخرين دون ذنب او جنحة او جناية اقترفوها لا لشي الا لانهم وجدوا في السحر طريقا في تحقيق لاهداف والغايات حتى لو اقتضى الامرقتل النفس التي حرم الله قتلها . فاين نذهب بهذه القضية التي ظلم اهلها وتجاوزوا على كل حقوقهم في الحياة يا ( جمعية حقوق الانسان ) يامن تدافعين عن حقوق السحرة دون الدفاع عن ضحايا السحر الذي دفعوا الثمن غاليا في انفسهم واموالهم واهليهم بسبب تلك الافعال المؤذية والضارة لاولئك المجرمين الذي استغلوا كل الظروف لصالحهم حتى اصبحوا اداة لازهاق ارواح نفوس كان لها حقا مشروعا في هذه الحياة .
http://www.youtube.com/watch?v=8jocebDFKzo
 

Share |