ربـيــــــــــع الـكــــــــرد...عباس السامرائي
Mon, 26 Dec 2011 الساعة : 16:54

بدأت ومنذ الاسبوع الاول من شهر كانون الاول/ديسمبر 2011 رياح "ربيع الكرد" تهب في الاقليم الكردي من الشمال العراقي. فيبدو ان السيل قد بلغ الزبى جراء الكبت الممارس من قبل الادارة الكردية وخاصة الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البرزاني على الاخوة الكرد، بحيث ان خطبة ولو من جملتين من إمام مسجد كفت لقلب الاقليم رأساً على عقب. الأمر الذي أظهر مدى الانشقاق الموجود بين المجموعات الكردية.
وكانت مجموعة من الشباب قد هاجمت محالاً لبيع الخمور ومحالاً للمسيحيين والأيزيديين بقضاء زاخو التابع لمحافظة الدهوك عقب صلاة الجمعة بتاريخ 2/12/2011، مما أسفر عن سقوط الكثير من الجرحى بينهم أفراد من منتسبي الشرطة والأمن. وهكذا انتشرت هذه الرياح لتصل مناطق اخرى في الاقليم من قبيل قضاء سميل والعمادية وغيرها فقد تم حرق وتخريب العديد من محال بيع الخمور والنوادي ومحال التدليك، ومازال التوتر مستمراً في المنطقة.
فنرى البرزاني قد ضاقت عليه الاحداث بحيث أخذ يدلي بتصريحاته واحدة تلو الأخرى ويحذر من "مؤامرة كبرى" تحاك ضد الاقليم بوجه عام وضده بوجه خاص ويجتمع مع بقية الاحزاب الكردية في الاقليم لتخفيف حدة السخط والنيران التي اندلعت في منطقته. فقد اجتمع في السليمانية، الأربعاء الموافق 7/12/2011، مع قيادتي الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني بحضور رئيس الجمهورية جلال الطالباني، لمناقشة الاحداث الأخيرة التي شهدتها محافظة دهوك.
إن إنتشار هذه الاحداث بشكل غير طبيعي بحيث يطال حرق مقار الاحزاب الكردية الاسلامية ويهدد الكنائس المسيحية في الاقليم، ما هو إلا دليل على كون الشعب الكردي في الاقليم بمثابة قنبلة موقوتة، وإشارة في الوقت ذاته لأحداث مقدمة لانضمام كردستان العراق الى خريطة العنف. والاضطراب والرعب الذي تعيشه الادارة الكردية ومسارعتها في عقد الاجتماعات وتنازل البرزاني في الذهاب الى السليمانية لعقد الاجتماع وتلبيته لطلبات الاتحاد الاسلامي الكردستاني أدلة أخرى على ما أشارنا إليه في البداية. لكنه من الواضح ايضا بان جهود التوافق التي يبذلها الطرفان الحليفان في البرلمان العراقي لن تجدي بالنفع.