بعد ان اميط اللثام وكشف عن بعض من جرائم نائب رئيس الجمهورية والقيادي في القائمة العراقية، صرح رئيس الوزراء السيد نوري المالكي في مؤتمر صحفي عقده بالمركز الصحفي لرئاسة مجلس الوزراء (ان لديه ملفات تحت اليد لشخصيات سياسية اخرى عن عمليات ارهابية، وسيعرضها ويكشف عنها في الوقت المناسب)!!. ويوم امس صرح النائب عن ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه المالكي، الشيخ حسين الاسدي انه قبل ستة اشهر صدرت مذكرة اعتقال بحق النائب في القائمة العراقية من الحزب الاسلامي العراقي سليم الجبوري، ولم تفعل تلك المذكرة. وما يستدعي التوقف والتساؤل هو عبارة (في الوقت المناسب) التي وردت على لسان دولة رئيس الوزراء، وهي يمكن ان تفسر بتفسيرات مختلفة كلها سلبية، واشار دولة الرئيس ان لديه ملف حول الهاشمي منذ عام 2007 يؤكد ضلوعه بالارهاب وقد عرضه على عدد من الشخصيات السياسية الكبرى في البلد، وقد طلبوا منه عدم كشفه من اجل المحافظة على الوضع السياسي للبلاد وعدم جره الى ازمات ومنزلقات خطيرة.
من غير الممكن ان نلتمس العذر لرئيس الوزراء، لانه اخضع ملفات امنية وقضائية خطيرة لاعتبارات وحسابات سياسية، ولانه يدرك خطأ وخطر هذا الامر عمد الى التنصل او اقحام الاخرين معه لتحميلهم جزءا من المسؤولية، وبحساب بسيط اذا كان لديه ملفات لخمس اشخاص هم في مواقع مسؤولية وكل واحد منهم ضالع في قتل خمس اشخاص، وتيتيم كذا عدد من الاطفال، وترميل كذا عدد من النساء، ولايكشف عن ملفاتهم فهذا يفسر على انه يحسب الامور الامنية الخطيرة والكبيرة من زوايا سياسية تقوم على الربح والخسارة. واستهانة واستخفاف بأرواح ومصائر الناس الابرياء وترك الجاني يتحرك ويروح ويجيء كيفما يشاء ليلوذ بالفرار متى ما احس بالخطر، وهو ما فعله الهاشمي بالضبط... قضايا الارهاب ودماء الناس وارواحهم لاتقبل المساومة والمهادنة والتمييع والتسويف وانتظار الوقت المناسب......