أحياء " التنك والحواسم " في الناصرية عناوين عريضة لقصص فشل خطط الأعمار – تقرير مصور -
Mon, 19 Sep 2011 الساعة : 19:37

الناصرية/علي ألحصيني:
بعد الحرب الأخيرة انتشرت مجمعات بدائية للسكن ، محيطةً مدينة الناصرية من شتى جوانبها ، وظهرت للعلن " أحياء الحواسم " وحي التنك " وحي "الطين " وغيرها من المسميات ، كنتيجة لمدينة تختنق بالبشر وغياب السلطة القوية التي كانت تمنع تجاوز المواطنين على الأراضي الشاسعة المحيطة بالمدينة .
ويعلق مسؤول حكومي محلي على ظهور أزمة السكن وانتشار الإحياء العشوائية : بأنها أزمة كبيرة تحتاج إلى جهد كبير وأموال طائلة " .
شبكة أخبار الناصرية زارت "منطقة الموحية الثانية " او ما يسمى "حي التنك " لتنقل صورة عن حياة هامشية مليئة بالقصص التي تدلل بما لا يقبل الشك على فشل الجهد الحكومي وضياع أموال الأعمار المزعوم .
في هذا الحي الطيني الذي يقع غربي مدينة الناصرية خلف السد الترابي المحيط بها ، تسكن أكثر من 520 عائلة تعاني من نقص حاد في الخدمات الأساسية كالطرق المعبدة وشبكات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي وغيرها من الخدمات التي يمكن معها توفر شروط مناسبة للحياة .
رافقنا مختار المنطقة محمد جبر طلاب ، للاطلاع على الواقع الخدمي ، الذي اكد معظم سكان هذا الحي هم من الفلاحين الذين تركوا أراضيهم الزراعية نتيجة للنقص الحاد في المياه الواصلة للمحافظة وموجات الجفاف إضافة إلى الإهمال الكبير الذي شهده القطاع الزراعي بعد 2003 .
"ابو محمد " وهو احد سكنة الحي يقول : كنت في السابق اعتمد في تحصيل رزقي وعائلتي من الزراعة وتربية المواشي ولكن عند انقطاع الماء واعتماد الأهالي هناك على الآبار وانعدام الزراعة ، كل هذه الأسباب أدت بي للهجرة للمدينة بحثاً عن مصدر رزق جديد .
ويضيف : لدي ثمانية أطفال ، وبما إنني لا أجيد غير مهنة الفلاحة فالحصول على العمل في المدينة صعب جداً ، مما اضطرني على إرغام أطفالي النزول إلى أسواق العمل وترك الدراسة .
( س م ) مواطن أخر يسكن في هذا الحي منذ عام 1991 بعد ان قدم نازحاً لا يجد سلوى له ولعائلته غير الانتظار عسى ان يحقق بعض الساسة الذين شاهدهم قبل الانتخابات الأخيرة وسمع َ وعودهم ، بعد ان زاروا الحي ووعدوا اهله بإنهاء معاناتهم .
ويعلق : سئمنا وعود الساسة ولكننا نعيش على الأمل فلربما يتذكر الساسة معاناتنا يوماً ما ويلتفتوا الى حلها .
ام سلام ، تسكن في حي التنك أيضا معاناتها مضاعفة فهي إضافة الى كونها تسكن هذا الحي المنسي فأنها تعاني من نسيان زوجها الذي تركها وتزوج بامرأة أخرى ، وتقول ام سلام " كنا نسكن في بناية فوج الطوارئ ورحلنا منها دون أي تعويض فاضطررنا إلى السكن مع أبنائي في هذا الحي .
وعن وعود المسؤولين في المحافظة تؤكد ام سلام أنها لم تعد تصدق بالوعود ،فهي ترى ان المواطن هو من خرج " من المولد بدون حمص " كما يقال بينما ملئ بعض المسؤولين جيوبهم وجيوب أقاربهم وأحزابهم بحمص الفقراء .!!.
هذا وتؤكد دائرة الإسكان في ذي قار إلى حاجة المحافظة إلى أكثر من 220 إلف وحدة سكنية لحل أزمة السكن المتفاقمة منذ عقود ، إلا إن جهود الأعمار والميزانيات لم تسفر إلا عن بناء 950 شقة سكنية لم تدخل الخدمة بعد ثمانية أعوام مضت .
( ح ق ) ( ت ف ع )