الناصرية : مطالبات بالدعم الحكومي وفرض ضرائب على الملابس المستوردة
Tue, 2 Aug 2011 الساعة : 9:12

وكالات:
كانت النساء تتزاحم قبل عقود من الزمن في بيت الخياطة للحصول على فستان جديد يرتدينه خلال مناسبة فرح او عيد .وفي الناصرية امتازت الخياطات عن سواهن في المدن الاخرى بالبراعة والخبرة ما مكنهن من افتتاح محلات ومعامل خاصة بهن يسوقن منتوجاتهن في المدينة وخارجها وينافسن المستورد في الموديل والاسعار ،خياطات من الناصرية يرغبن بتطوير انتاجهن الا ان معوقات الاستيراد وانعدام الاهتمام الحكومي بشروعهن يقف عقبة امامهن .
سعر الفستان 10 الآف دينار
تقول أم سارة 42 عاما صاحبة محل(للخياطة النسائية) في أسواق الناصرية "إني امتهن الخياطة منذ أن كان عمري 12 عاما وكنت أساعد والدتي في تهيئة مستلزمات الخياطة من ملابس وفصال وبدأت اجلس خلف الماكنة لخياطة بعض الأمور البسيطة إلى أن استطعت أن أتعلم هذه المهنة وأتقنها تماما".
وأضافت " وفي عام 1993 وبعد أن فقدت زوجي الذي ترك لي بنتان قمت بمساعدة شقيقي الذي شجعني كثيرا في الدخول إلى معترك العمل في السوق واستأجرت محلا للخياطة واشتريت ماكنتين للخياطة وألوان مختلفة من القماش واعتمدت على نفسي كي انهض بهذا المشروع وكلي ثقة بالنجاح."
وتابعت " لدي الكثير من الزبائن ومن مختلف شرائح المجتمع فمنهن الطبيبات والمحاميات والمعلمات وطالبات الجامعة وربات البيوت وان الأسعار التي أتعامل بها تختلف تماما عن السوق اذ أن سعر الفستان الواحد يبلغ عشرة آلاف دينار بينما سعره 20الف دينار وبمواصفات اقل في المحال التجارية.
استلام الطلبات عبرالانترنت
وأردفت أم سارة قائلة " إني اعمل بكل ثقة وأوفر متطلبات اسرتها بعد ان أصبحت ابنتها الأولى في الجامعة والأخرى في الدراسة الإعدادية "، مشيرة الى ان لديها زبائن في أمريكا والسويد وسوريا يرسلن طلباتهن المرفقة بصورعن طريق الانترنت لتعمله وترسله لهن.واوضحت ان الأسعار ثابتة سواء هنا أو في الخارج لافتة الى انها نظمت عدة دورات للنساء الراغبات بتعليم مهنة الخياطة.
دعم حكومي
وتواجه محلات الخياطة النسائية عدة مشاكل اهمها عدم وجود نقابة تجمعهن وتطالب بتطوير المهنة الى جانب انعدام الدعم الحكومي الخاص بفرض ضرائب على الملابس المستوردة المنافسة للانتاج المحلي .
كوثر كريم 41 عاما تمتلك محلا للخياطة في سوق مدينة الناصرية ،قالت " امتهنت الخياطة منذ عشرة سنوات بعد حصولي على شهادة مركز التدريب المهني وكنت اعمل في معمل نسيج الناصرية وللظروف المعاشية الصعبة قمت باستئجار محلا للخياطة إلا أن الزبائن قليلة بالنسبة لي لأسباب منها توفر السلعة المستوردة من الخارج وعدم وجود رقابة على هذه السلع يقلل كثيرا من عملنا بالإضافة الى عدم وجود نقابة للخياطين التي كانت في السابق تدافع عن مهنة الخياطة وتقف الى جانب الخياطين وتسمع همومهم وتطالب لهم بكل مايحتاجونه الان ان عدم وجودها جعل الكثير من الأمور تتغير بما فيها مبالغ الإيجار الغالية".
وطالبت كريم الحكومة بدعم الصناعات المحلية من خلال فرض الضرائب على السلع المستوردة وتقديم القروض لاصحاب معامل الخياطة لتجهيز المعامل بمعدات ومكائن حديثة.
قياسات خاصة
وبينت كريم ان "عملنا يقتصر على القياسات الخاصة واقصد هنا إننا نقوم بعمل فساتين للنساء التي يتميزن بطولهن وعدم وجود ملابس جاهزة على مقاسهن ،وهناك ممن يعانين من السمنة المفرطة ولا توجد ملابس تناسبهن وهكذا فضلا عن قيامنا بخياطة الملابس التي تشتريها بعض النساء ولم تناسبهن من حيث الطول او العرض فنقوم بقصها وإعادة خياطتها وهذه لاتجلب لنا الا القليل من المال لايسد حاجة المحل من الإيجارات أو شراء قماش أو أدوات الخياطة الأخرى". وتابعت" كما أود أن اذكر انه في السبعينيات وكما نعلم ان الدولة كانت تستورد مكائن خياطة نوع برذر وكانت تباع للخياطين ممن يحملون هويات نقابة الخياطين وبأسعار مدعومة، واليوم نحن نفتقر الى مثل هذا الإجراء كما أن عدم وجود الرقابة على السلع المستوردة يقلل من عملنا فضلا عن عدم السماح لاي شخص بفتح محل للخياطة مالم يحمل هوية نقابة الخياطين".
تصدير المنتوج المحلي
وترى خولة عبد الامير37 عاما صاحبة محل للخياطة النسائية ان بامكان القطاع الخاص تصدير الملابس الى الخارج في حال توفر الدعم ،وقالت " ان مهنة الخياطة أصبحت من المهن التي تتميز بها النساء بعد ان كانت حصرا على الرجال "،مؤكدة ان ما تقوم به الخياطات من فصال ورسم الازياء الجديدة يضاهي الملابس المستوردة من حيث الفصال والنوعية والجمالية وهذا الامريجعل النساء يستمرن بمراجعتنا ".
وتابعت" كما انني ادعوا المختصين في الحكومة الى مراقبة السلع المستوردة وتقييم نوعيتها ومنشئها وتوفير المادة الأولية للخياطين وتشجيع السلع المحلية كي ننهض بمنتو جنا المحلي ونستطيع تصديره الى الخارج".
مساندة المجتمع المدني
وقالت أمل عبد الرحيم المهنا رئيسة رابطة المرأة في محافظة ذي قار " أن الرابطة أقامت العديد من الدورات في مجال الخياطة كونها من المهن المرغوبة محببة لدى الكثير من النساء وان اغلب المشاركات لديهن معلومات شبه متكاملة ما يساعدنا على تقليص أيام الدورة".
واكدت ان عدد من الخريجات افتتحن محلات للخياطة ودخلن ميدان العمل التجاري.
وعللت وداد عبد هادي – معلمة- سبب توجهها الى محلات الخياطة النسائية بدلا من محلات الملابس الجاهزة الى ان الاخيرة تفرض الذوق على الزبونة فيما تختار الزبونه الموديل الذي ترغبة والقماش الملائم وباسعار تنافسية ،مؤكدة ان اغلب الخياطات في مدينة الناصرية يمتلكن الاحترافية في الفصال والخياطة .
وتجد باسمة عبد النبي 40 عاما - ربة بيت - " إن المنتوج المحلي من الملابس خصوصا البناتية والاطفال والنسائية افضل من المنتوج المستورد .واضافت "لايمكنني ان اجد ملابس تناسب ابنتي ، لان القياسات موحدة وان الملابس المستوردة اما كبيرة او قصيرة ما جعلني اقصد محلات الخياطة لاختيار ملابس مناسبة لها ".واشارات الى ان محلات الخياطة تمتاز بانتاج موديلات جديدة تحاكي الطبيعة الاجتماعية والمناخية للبلاد اضافة الى دقة العمل واختيار الألوان المناسبة .
المصدر:الصباح - طالب الموسوي