مديرية ماء ذي قار تشكل "لجنة" بشأن مشكلة كشفها تحقيق استقصائي
Mon, 1 Apr 2013 الساعة : 7:41

وكالات:
شكلت مديرية ماء ذي قار لجنة للتقصي بشأن ما ورد في تحقيق استقصائي نشرته (أصوات العراق) تناول أزمة المياه التي تعانيها مناطق جنوبي الناصرية، والتلوث الحاصل فيها، مركزة في ردها على نفي شكوى مواطن من أن حنفيته تجلب له "صغار الضفادع" مع المياه التي وصفها بـ "العكرة"، فيما اعترض الصحفي كاتب التحقيق بأن مديرية ماء المحافظة كلفت احد اقسامها بالتحقق والحكم على أدائها، واصفا الإجراء بغير الشفاف.
وقالت المديرية في رد رسمي موجه لوكالة (اصوات العراق) تلقته اليوم الاحد "شكلت مديرية ماء ذي قار لجنة لتقصي حقيقة ما ورد في تقرير مراسل اصوات العراق الذي جاء فيه (وجود ضفادع تخرج من حنفيات الماء في منطقة المنصورية ) . ورأس اللجنة ر. المهندسين حسن راضي نائب مدير الماء رئيس الهيئة الفنية".
وأضافت المديرية في ردها أن جولة الفريق تمت "بمرافقة وسائل الاعلام حيث اطلع على الماء المنتج في مشروع ماء الحسين وتم فحصه بالاجهزة الخاصة بالتلوث من قبل كادر مختبر مديرية الماء وتبين صلاحيته حتى للاستخدام البشري علما ان وزارة الصحة اكدت ان ماء الاسالة للاستعمال وليس للشرب"، مردفا أنه "وقام بشرب الماء المنتج امام وسائل الاعلام لتاكيد ذلك وكذلك فعل الصحفيون".
وكان الصحفي من مدينة الناصرية وسام طاهر الياسري، وهو مراسل الوكالة في محافظة ذي قار، أعد تحقيقا استقصائيا نشرته الوكالة يوم الاثنين الماضي (25 آذار مارس الجاري) بعنوان "مياه الشرب الملوثة تهدد حياة ثلث سكان مدينة الناصرية"، أنتج ضمن مشروع الرابط الإعلامي العراقي الذي اشتركت فيه الوكالة مع جمعية الأمل العراقية بتنسيق مع منظمة انترنيوز الأوربية ودعمته المفوضية الأوربية.
وتابع البيان "ثم انطلقت اللجنة الى منطقة المنصورية وجرى استطلاع للتجاوزات التي تؤدي الى تلوث شبكات الماء وكان (فيها) منزل الشيخ عبد الزهرة الذي صرح بوجود ضفادع تخرج من الحنفية المربوطة الى مضخة الماء لديه".
ولم تنف الرسالة وجود تلوث في المياه التي تصل لبيت المواطن عبد الزهرة، بل تؤكد أنه "كانت احد مصادر تلوث الماء الواصل لبيته وجود كسر في محل ربط الاشتراك".
وفي موضعين آخرين من الرد تؤكد المديرية وجود أزمة التلوث محملة المواطنين المسؤولية عن ذلك، بقولها "جدير بالذكر ان منطقة المنصورية حصلت خلال عشر سنوات على ثلاث شبكات ماء جديدة منفذة من تنمية الاقاليم ومنظمات المجتمع المدني لكن قلة الوعي والاهمال من قبل المواطنين دمر كل الشبكات وجعلها عرضة للتلوث"، مردفة "مما سهل اختلاط مياه المجاري بالماء الصالح للشرب فادى الى كثرة العكورة والاطيان في الماء المستخدم".
ونقل الرد عن مدير صيانة صوب الشامية المسؤول عن صيانة وادامة شبكات الماء الذي كان ضمن وفد المديرية للتحري عن الحقائق قوله "تعمد كثير من المواطنين المتجاوزين لكسر الانابيب الناقلة وسحب الماء (بصوندات منفذة بشكل سىئ لمسافات طويلة واخفائها بالمجاري السطحية تسمح بمرور المياه الاسنة عبر الشقوق عند عمل مضخات الماء المنزلية".
وذكر رد المديرية أن المهندس حسن راضي التقى بالمواطنين هناك "واكدوا عدم وجود ما يدعي به الشيخ عبد الزهرة واستحالة ذلك كون الماء يصل البيوت عن طريق مضخات صغيرة ولايمكن ان تمرضفادع ولو حصل ذلك مستحيل لوجود بشارات دقيقة للدفع لكل مضخة".
ونقل الرد عن المهندس راضي قوله "إن الماء يمر عبر نوزلات دقيقة في المشروع ويستحيل ان تمرضفادع عبر ها وان كلام الشيخ فيه مبالغة التقت مع نزعة الصحفي في تضمين تقريره عبارات فيها تجاوز لايليق باخلاقيات الصحافة".
فيما نقل الرد عن مسؤول وحدة الاعلام صباح جابر أنه "حث زملاءه الصحفيين على توخي الدقة في المعلومة وعدم الانجرار وراء التصريحات الفارغة من اي بيانات ودلائل تؤكد ذلك".
وأشار البيان إلى أنه "تم تنبيه عدد من اصحاب معامل البلوك واصحاب الدور لوجود هدر وتجاوز كبير على شبكة الماء".
من جهته اعتبر كاتب التحقيق الاستقصائي الصحفي وسام طاهر الياسري بأن تكليف مديرية ماء المحافظة احد اقسامها بالتحقق والحكم على أدائها هو إجراء "غير شفاف"، وفي حين تساءل عن سبب عدم دعوته مع الصحفيين الذين شاركوا في فريق المديرية الذي تحرك على المنطقة.
وقال الياسري إن"المديرية تعترف في نهاية ردها بوضوح بصحة التقرير حيث نصت على التالي (جدير بالذكر ان منطقة المنصورية حصلت خلال عشر سنوات على ثلاث شبكات ماء جديدة منفذة من تنمية الاقاليم ومنظمات المجتمع المدني، لكن قلة الوعي والاهمال من قبل المواطنين دمر كل الشبكات وجعلها عرضة للتلوث . مما سهل اختلاط مياه المجاري بالماء الصالح للشرب فادى الى كثرة العكورة والاطيان في الماء المستخدم".
مضيفا "الغريب ان مديرية الماء كلفت احد اقسامها بالتحقق والحكم على أدائها، وهو اجراء غير شفاف وغير متبع حتى بالاحوال الاعتيادية، لأن لجنة الكشف بمحافظة ذي قار كانت تضم ممثلا من مديرية البيئة ومديرية الصحة إضافة لممثل من مديرية الماء".
وأضاف أنه "ورد برد مديرية ماء ذي قار ان (ماء الاسالة للاستعمال وليس للشرب) بينما جاء ضمن كتاب اﻟﺨﻄﺔ اﻹﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ذي ﻗﺎر حتى عام 2015 والصادر عن مجلس المحافظة في بند ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ ﻣﺎء ذي ﻗﺎر والذي شاركت المديرية بوضعه انها (إﺣﺪى ﺗﺸﻜﻴﻼت مديرية الماء في وزارة اﻟﺒﻠﺪﻳﺎت والاﺷﻐﺎل اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻳﺴﺘﻨﺪ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﻤﻴﺎﻩ اﻟﺼﺎﻟﺤﺔ ﻟﻠﺸﺮب ﻟﻌﻤﻮم ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ذي ﻗﺎر)"، مردفا أنه "تكرر النص في موقع اخر بعنوان (رﺳﺎﻟﺔ اﻟﺪاﺋﺮة: إﻳﺼﺎل اﻟﻤﺎء اﻟﺼﺎﻟﺢ ﻟﻠﺸﺮب إﻟﻰ أﺑﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ذ ي ﻗﺎر وﺑﻤﻮاﺻﻔﺎت ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻊ ﻣﺮاﻋﺎة اﻟﺰﻳﺎدة اﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻨﻤﻮ اﻟﺴﻜﺎﻧﻲ واﻟﺘﻄﻮر اﻟﺘﻘﻨﻲ ﻓﻲ هﺬا اﻟﻤﺠﺎل)، وتكرر أيضا بعنوان ثالث( رؤﻳﺔ اﻟﺪاﺋﺮة: ﻣﺎء اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺸﺮب ﻷﻏﻠﺐ ﻣﻨﺎﻃﻖ..(".
وتابع الياسري بقوله "لم يعرض الرد كلام الحاج عبد الزهرة رغم زيارة المديرية لبيته واكتفى بمن وصفهم (مواطنين) بالمنطقة بصورة مبهمة و لم يحدد أسماءهم او عددهم".
وقال الياسري "وانا اؤكد صحة كل ماجاء بتقريري "، متابعا "أتساءل لماذا لم تطلب مني المديرية أن أكون ضمن الصحفيين المشاركين في تحركها على المنطقة، أليس من المفروض أن أكون أنا أول المدعوين، هذا يحتاج إلى توضيح".
وقال "كان من المفروض أن تشكرني المديرية على أنني بذلت جهدا في تعريفها بمشكلات في عملها تتطلب حلولا لا تبريرات".
وذكر أن الرد "ركز فقط على نقطة غير جوهرية هي وجود صغار الضفادع في أنابيب المياه، وهي وردت على لسان مواطن شكا من ذلك ويعاني منه، وهو لم ينكر ذلك حتى في رد المديرية".
واعتبر الصحفي كاتب التحقيق أن تحرك المديرية "إيجابي ويؤكد وجود مشكلة حقيقية"، مطالبا المديرية "بالتعامل بندية واحترام لجهود الصحفيين التي تهدف للصالح العام".
وأوضح الصحفي أن المديرية "تجاهلت زيادة نسبة عكورة المياه التي تشكل خطرا على السكان بحسب فحوصات وزارة الصحة والتي اكدت وجود الفشل بالفحوصات الدورية"، مبينا أن المديرية حاولت "تجنب عرض المشكلة باستخدام المجادلة دون عرض دليل او وثائق جديدة".
وقال الصحفي كاتب التحقيق الاستقصائي أن "رد المديرية ابتعد عن المشكلات الفنية بالتقرير والتي يفترض ان تعرض من خلالها احصائيات موثقة تفند احصائيات وزارة الصحة وتثبت كفاءة المديرية، وراح بغرابة يحدد اخلاقيات العمل الصحفي بقوله(وان كلام الشيخ فيه مبالغة التقت مع نزعة الصحفي في تضمين تقريره عبارات فيها تجاوز لايليق باخلاقيات الصحافة
المصدر:اصوات العراق