الرفاعي.. قضاء يمتهن الزراعة ويكتنز الآثار
Wed, 27 Mar 2013 الساعة : 8:09

وكالات:
على بعد80 كم عن مركز محافظة الناصرية، يقع قضاء الرفاعي الذي يربط بين ثلاث محافظات هي واسط وميسان وذي قار، 350 الف نسمة عدد سكانه الذين يعيشون على مساحته الواسعة واغلبهم يمتهنون الزراعة وكباقي الاقضية والنواحي، عانت المدينة من اهمال ونسيان لسنوات طويلة، في العهد الملكي كانت ناحية تابعة الى قضاء قلعة سكر ثم وفي العام 1928 اصبحت ثاني اكبر قضاء تابع الى محافظة الناصرية، بعد العام 2003 نال المدينة شيء من العمران، فبنيت فيها المدارس وشبكات الصرف الصحي وتوفرت فيها مياه الشرب والكهرباء واصبح في المدينة متنزه وملعب، لكنها مازالت بحاجة الى الاهتمام ببناها التحتية التي غابت عن مشهد القضاء لاكثر من خمسين عاما مضت.
سياحة
يقول موسى جبار صاحب شركة مقاولات عامة : لقد تغير قضاء الرفاعي كثيرا واصبح القضاء مزدهرا، بعد ان كان مهملا ومنسيا، بنيت فيه جامعة سومر للادارة والاقتصاد، فضلاً عن دوائر خدمية كالماء والكهرباء والجنسية ومديرية الشرطة بالاضافة الى تطوير الشارع الرئيس الرابط بين الطريق العام وقلب المدينة.
قبل العام 2003 كانت مياه الصرف الصحي تسرب الى الشوارع والمستنقعات المنتشرة في كل مكان، والضعف موجود في اغلب مرافق الحياة ، لكن الاوضاع تغيرت واصبحت شوارع المدينة معبدة، ولم يقتصرالاهتمام على المدينة فقط بل لحق بوحداتها الادارية ونواحيها كالفجر وقلعة سكر والنصر، وبين جبار ان القضاء يعاني من ضعف الجانب السياحي على الرغم من وجود مرقد الفقيه الشافعي الصوفي أحمد الرفاعي، الملقب بـ "أبو العلمين" والذي تنسب اليه الطريقة الرفاعية من الصوفية.
ويرى موسى جبار ان مزار الرفاعي يحظى باهتمام اسلامي وتزوره وفود من مختلف دول العالم وبالاخص الاسيوية، كما وقد جرت عليه اعمال صيانة وتطوير بشكل دوري.
عودة الزراعة
يتمتع قضاء الرفاعي بمناظر طبيعية خلابة لكثرة مساحاته الخضراء وبساتينه الجميلة، وادى ارتفاع مناسيب نهر الغراف الذي يشطر المدينة الى نصفين، الى عودة الزراعة لاغلب الاراضي التي هجرها الفلاحون بسبب شحة المياه.
جاسم حبيب " فلاح" 66 عاماً تحدث عن مدينته الذي ولد فيها وتوارث مهنة الزراعة عن ابيه واجداده قائلا : اجواء المدينة حارة جداً، وتتعرض باستمرار لعواصف ترابية، كما ان انخفاض مناسيب نهر الغراف في الاعوام السابقة اثر بشكل كبير في الزراعة، الامر الذي اضطر الفلاحين الى هجر اراضيهم فتحولت مساحات واسعة الى اراض جرداء، الان بعد ارتفاع منسوب المياه في نهر الغراف بدأنا بحراثة الارض وزراعتها من جديد ، وتابع هناك انواع كثيرة من الخضراوات تزرع في قضاء الرفاعي فضلا عن اعلاف الحيوانات، ففي المدينة ثروة حيوانية كبيرة، واضاف حبيب واقع المدينة يختلف عنه في زمن النظام المباد، اذ كنا نحصل على الكهرباء لساعتين او ثلاث طوال يوم كامل وواقعنا المعيشي اسوأ ما يكون فلا عمل ولا زراعة، اليوم اصحبنا في حال افضل ولقمة العيش باتت يسيرة.
مركز الآثار
بحسب الخبراء والمختصين في شؤون الاثار فان قضاء الرفاعي يعد من اهم المواقع الاثرية في البلاد، ففيه تل يوخا الشهير الذي يمتد على مساحة تقرب من 10 كم مربع تبدأ من ناحية الفجر وتنتهي قرب القضاء، فضلاً عن بقية المواقع المهمة كشميت وام الجرايع وغيرها.
علي كاظم منقب اثار في المدينة اوضح ان محافظة ذي قار بشكل عام وقضاء الرفاعي بشكل خاص تتمتع بتاريخ زاخر، فهي من اكبر المحافظات من حيث عدد المواقع الاثرية، مشيرا الى وجود جهود حثيثة للمحافظة على الاثار وايقاف عمليات التهريب التي ادت الى فقدان كم هائل من اثارالمدينة، وابدى كاظم ثقته بالاجهزة الحكومية في استردادها لقطع وكنوز نادرة لحفظها في متاحف وطنية تكون مصدر جذب للزوار وتنشيط السياحة في البلاد.
طابع عشائري
وكباقي الاقضية والنواحي التابعة للمحافظات العراقية يتميز قضاء الرفاعي بطابعه العشائري، فما زال الناس هناك يحترمون كل التقاليد والاعراف، ويحرصون على مساعدة بعضهم البعض في السراء والضراء،و يعرفون بعضهم جيدا،فلايمكن ان تسأل عن شخص ما من دون ان يدلك عليه احد سكان القضاء.اما ابرز القبائل التي تعيش في الرفاعي فهي عشائرالشويلات وبني ركاب وبني سعيد والحجام والحميد والازابج وعشائر اخرى نزحت للقضاء من قرى قريبة مجاورة.
ويرى حميد مخيلف 55 عاما من سكنة القضاء ان الناس في مدينة الرفاعي يحترمون الاعراف والتقاليد، ولم ينسلخوا عن ماضيهم ، كما توجد في القضاء طوائف وقوميات واديان متعددة يحترمها الجميع من دون اية تفرقة.
مضيفا ان الشباب اصبحوا منفتحين على التكنولوجيا وهم حريصون على اكمال دراساتهم في الجامعات العراقية المختلفة،
وبين مخيلف وجود فكرة ان يصبح القضاء محافظة، نظراً لمساحته الجغرافية الواسعة ووقوعه في نقطة ارتكاز قريبة من محافظات واسط والديوانية وميسان، الا ان الامر مازال قيد الدراسة.
مطالب ثقافية
شباب قضاء الرفاعي ابدوا رغبتهم بان تصبح مدينتهم جميلة ومنظمة وتفتح فيها صالات للعرض السينمائي او دور للمسرح، وكذلك ساحات وقاعات لممارسة الالعاب الرياضة المختلفة ، اذ يقول حمزة الحجيمي احد شباب القضاء : نرغب في ان توجد منتديات ثقافية واجتماعية في القضاء، وندعو الى بناء المتنزهات والاسواق الكبيرة التي تضفي على المدينة جمالا اكثر، لاسيما ان طبيعتها تساعد على ذلك ، لاتوجد في المدينة مطاعم كبيرة وهناك بعض المقاهي الشعبية البسيطة وهي لاتلبي رغبة وطموح شباب المدينة، خاصة لاسيما وان الاماكن الترفيهية في مراكز المدن والمحافظات بعيدة عنا ويصعب وصول الاهالي اليها في الاعياد والمناسبات.
المصدر:الصباح - محمد ناصر