مياه الشرب الملوثة تهدد حياة ثلث سكان مدينة الناصرية
Tue, 26 Mar 2013 الساعة : 8:02

وكالات:
"هل يعقل أن تخرج مع مياه الحنفية المجهزة من الإسالة ضفادع صغيرة؟" تساءل الحاج عبد الزهرة الاسدي (80 عاما) وهو يرمي على الأرض الجافة الماء العكر الذي ملأه للتو من حنفية داره الواقعة جنوبي مدينة الناصرية، ويضيف وهو ينظر للقدح عبر نظارته الكبيرة التي تشكل مع لحيته البيضاء الطويلة علامة مميزة "انظر! إن كميات الاطيان في مياه الإسالة يمكن ان تصل لنصف كأس إذا اردت الشرب منها، هذا مع أن بصري لم يعد قويا".
وبصوت متهدج يقول "أتحدى أي مسؤول حكومي في مدينة الناصرية ان يشرب منها مثلنا نحن أصحاب العوائل الكبيرة والفقراء الذين لا يمكننا شراء مياه المنظومات الاهلية"، ويردف "لا يمكن السكوت على هذا الامر، حتى الماء الصالح للشرب أصبح يحتاج ميزانية لشرائه.. كيف للفقراء أن يعيشوا هنا؟".
وتؤيده ام زينب (ربة بيت) بقولها "مياه الشرب التي تصلنا بمنطقة المنصورية جنوبي الناصرية ان توفرت دوما فبلون غامق، واحيانا بها رائحة العفونة".
للمرة الثانية تدخل أم زينب مع طفلتها ذات الاربعة أعوام لمستشفى بنت الهدى للأطفال خلال عشرة أيام، وقالت وهي تحاول منع نفسها من البكاء ان "زينب ابنتي البكر لم تستقر حالتها منذ عدة اشهر فهي لا تستطيع الوقوف لوحدها وكذلك لا يمكنها الاستمرار بالمشي الا لخطوات قليلة، كما ان جسمها بدأ يضعف وعيونها حمراء، والأطباء شخصوا حالتها على انها سوء تغذية".
وتضيف أن الحالة الاقتصادية لأسرتها أصبحت جيدة، وكل أنواع الاكل متاحة امام طفلتها، "ولكن المشكلة تكمن في الماء الملوث".
مياه المراكز الصحية ملوث!
الحاج عبد الزهرة وأم زينب ليسا المتضررين الوحيدين من مياه الشرب الملوثة، فهنالك نحو 150 ألف إنسان يعيشون في مناطق جنوبي مدينة الناصرية تصلهم مياه ملوثة عبر حنفيات الإسالة الحكومية.
وتظهر احصائيات مختبرات صحة ذي قار أن المياه المجهزة لمناطق عدة غير صالحة للاستعمال ومنها احياء جنوبي الناصرية التي تضم 30%من سكانها الذين يزيد عددهم عن 500 الف نسمة بحسب دائرة إحصاء ذي قار.
ومدينة الناصرية التي تأسست عام 1869م هي مركز محافظة ذي قار، وتقع على مسافة 365 كم جنوب العاصمة بغداد.
ويبلغ عدد سكان محافظة ذي قار 1744398 فرداً،، بحسب بيانات المركز الوطني للإحصاء الذي أعلن عام 2011 نتائج المرحلة الاولى من مشروع التعداد العام للسكان والمساكن الخاصة بتعداد المباني والمنشآت والأسر في العراق، بلغ عدد سكان حضر المحافظة 1097436 فرداً بنسبــة 62.9% ، وعــــدد سكان ريف المحافظـــة 646962 فردا بنسبة 37.1%، ويقطن نحو ربعهم في مركزها مدينة الناصرية، وتبلغ مساحة المحافظة 12900 كم2 وفيها اثار مدينة اور التاريخية حيث مهد حضارة السومريين.
وحددت الإحصائية السنوية لعام 2012 الصادرة عن قسم الرقابة الصحية بدائرة صحة ذي قار والموجهة الى وزارة الصحة ببغداد ان"قرابة 32%من المياه المسحوبة من المشاريع والمحطات والمجمعات المائية بذي قار ملوثة بكتريولوجيا وغير صالحة للاستعمال، فيما اظهر مسح آخر لنفس الدائرة ان نسبة الفشل في الفحص الكيمياوي بلغت 30% من نسبة النماذج المسحوبة والبالغ عددها 1865عينة تم اخذها من 164مشروعا ومجمعا مائيا مختلفا بالمحافظة".
الغريب ان الإحصائية السنوية التي اشرت عدم صلاحية نسبة واضحة من المياه المستخدمة بالمراكز الصحية بذي قار "حددت أيضا وجود تلوث بكتريولوجي في21% منها، وكذلك وجود تلوث كيمياوي في 28% من مياه المراكز الصحية الخاضعة للفحص والبالغ عددها 57 مركزا صحيا".
ويدعو مختار منطقة الثورة (3 كم عن مركز مدينة الناصرية) الجهات المختصة للالتفات لما وصفه بمعاناة العوائل الكبيرة والفقيرة لأن المياه بدأت تصيبهم بالأمراض، ويقول هاشم حسن إن مناطق جنوبي الناصرية "تعاني منذ عشرات السنين من سوء نوعية المياه المجهزة لها بينما ارتفعت نسبة الاطيان والشوائب التي تحويها هذه المياه مع زيادة اعداد السكان".
ويضيف "المياه التي تصلنا قليلة وملوثة ولا يمكن حتى ان نتوضأ منها للصلاة، وهنالك عوائل عديدة اصابتها الامراض جراء مياه الاطيان الملوثة التي تصل بيوتنا".
ويعرب عن أسفه لعدم وجود حل للمشكلة بقوله "خابت آمالنا بالمسؤولين لأنهم لا يهتمون بشكاوى الناس وامراضهم، فهم يقدمون الوعود فقط من دون ان يكون هنالك تحسن بنوعية المياه".
مياه شرب بدون تصفية ولا معالجة
مصدر مسؤول، طلب عدم ذكر اسمه، أقر بأن المياه المجهزة للمواطنين بجنوبي الناصرية "أكثرها تأتي من النهر مباشرة من دون أي تعامل معها، برغم انها ملوثة بكترلوجيا وكيمياويا مثل بقية أنهر الغراف والفرات بالمحافظة بحسب مختبرات مديرية ماء ذي قار".
ويقول المصدر إن "الحكومة حاولت معالجة سوء تجهيز المياه عبر انشاء محطة للتصفية بالقرب من هذه المناطق الا ان المحطة التركية التصميم والصغيرة والتي أقيمت عام 2005 بطاقة 600 م3 بالساعة مصممة للتعامل مع مياه امطار او مياه نقية، وهي غير مؤهلة للتعامل مع نوعية المياه العكرة المجهزة لها والتي تحوي شوائب واطيانا بنسبه كبيرة ونحتاج لتأهيلها بصورة صحيحة عدة ساعات من التصفية".
ويستدرك "الا ان تزايد عدد سكان المناطق وظهور احياء جديدة من المتجاوزين احدث عجزا بكمية المياه الواصلة للمواطن، حيث نحتاج لثلاث محطات أخرى على الأقل لتوفير الحاجة الفعلية للمواطنين، مما يضطر العاملين لضخ المياه بعد اقل من نصف ساعة من دخوله للمحطة الصغيرة، أي قبل ان تتمكن مادة الشب المستعملة لتركيد الشوائب والاطيان بالأحواض من العمل اصلا".
ويقول المصدر إن "تعليمات عليا صدرت بخلط المياه المصفاة القليلة مع المياه القادمة من النهر مباشرة، وضخها للمواطنين بهدف توفير المياه لهم من الناحية الكمية بغض النظر عن نوعيتها"، مضيفا "نعم الحديث عن الحلول سهل لكن عندما تطلب شيئا صغيرا يقولون ان الميزانية العامة لم تقر لحد الان وعليك العمل بالموجود".
فيما تشير الوثيقة الاستراتيجية التي يصدرها مجلس محافظة ذي قار إلى أن "كمية الماء المتوقع انتاجها لعام 2013 تبلغ 535024 م3 باليوم وهنالك شحة بالمياه بنسبة 20%" من عدد السكان البالغ قرابة مليوني نسمة لمحافظة ذي قار التي تبلغ مساحتها12900 كم2 وفيها اثار مدينة اور المقدسة حيث اخترع الانسان اول نظام للري بالتاريخ .
أمراض بالجملة
يقول الدكتور علي السعيدي إن "انهارنا تعاني من التلوث المائي (وهو إحداث تلف أو فساد لنوعية المياه ويجعلها مؤذية عند استعمالها) والخطورة تأتي بصفة خاصة من التخلص من مياه الصرف الصحي (المجاري)عن طريق الأنهار".
ويضرب السعيدي مثلا بدراسات حول احتواء الجرام الواحد من مخرجات الجسم (عرق أو بول أو براز) على 10 مليون فيروس، بالإضافة إلى البكتيريا، مثال بكتيريا (السالمونيلا)التي تؤدي إلى الإصابة بمرض حمى التيفوئيد والنزلات المعوية، بينما تسبب بكتيريا (الشيجلا) أمراض الإسهال، أما بكتيريا (اللبتوسبيرا) فيترتب عليها أمراض التهابات الكبد والكلى والجهاز العصبي المركزي، أما بكتيريا (الفيبريو) فتسبب مرض الكوليرا، كما تسبب بكتيريا(الإسشيرشيا كولاي) القيء والإسهال، وقد تؤدي إلى الجفاف خاصةً عند الأطفال.
ويتابع أن بقية الأنواع "تسبب الأمراض المختلفة نتيجة للتعامل مع المياه الملوثة بالصرف الصحي، سواء بالشرب أو الاستحمام أو حتى تناول الأسماك التي تم اصطيادها من هذه المياه".
ويرى السعيدي أن موقع الناصرية بنهاية حوض نهري دجلة والفرات "يتسبب بوصول تراكيز عالية للمبيدات الحشرية المذابة في المياه التي قد تنتقل بعد استعمالها في مجالات الزراعة والصحة العامة وينتج عنها ظهور أعراض الحساسية الصدرية والربو وتصلب الشرايين، وظهور أعراض السرطان، وتضخم الكبد، وظهور الأمراض الجلدية وأمراض العيون، وحدوث اضطرابات في المعدة، و تدمير العناصر الوراثية في الخلايا، وتكوين أجنة مشوهة".
عودة أمراض مندثرة
طبيب الأطفال الدكتور فلاح الحمداني يؤكد ظهور حالات سوء تغذية بجنوب الناصرية بعد اختفائها من المحافظة منذ خمس سنوات، قائلا "هنالك العديد من الأطفال المراجعين لمستشفى بنت الهدى للأطفال بدأت تظهر عليهم علامات مرض سوء التغذية الذي يزيد من مخاطر التعرض للعدوى والإصابة بالأمراض المعدية".
ويضيف "تم فتح قسم لهم نتيجة سوء تغذيتهم والتي تشمل تناولهم مياها غير صحية، وهذه الحالة كنا قد تجاوزناها منذ خمس سنوات لكن للأسف بدأت تظهر مؤخرا"، مضيفا "سوء التغذية هو مصطلح عام لحالة طبية قد يسببها عدم حصول جسم الإنسان على القدر الكافي او تناول نظام غذائي غير مناسب من اكل وماء ملوث".
المتحدث باسم دائرة صحة ذي قار يقول إن دائرته تعتبر المياه الملوثة "سببا رئيسيا للإصابة بحالات الاسهال وامراض الاوساخ كالكوليرا، بينما سجلت وحدة الإحصاء مستشفى الأطفال الوحيد بالناصرية دخول ثمانية أطفال (أغلبهم عمرهم دون السنة) كل يوم بأمراض تتعلق بالإسهال للمستشفى:.
من جهته حذر الدكتور عبد الكاظم جاسم عن دائرة الرعاية الأولية من خطر المياه الملوثة على الصحة العامة قائلا "ان المياه الملوثة غير المكلورة سبب رئيسي ووسط ناقل لما نسميه امراض الاوساخ ومنها الكوليرا والتيفوئيد والاسهال بأنواعه المختلفة، والتي قد يتطور تأثيرها وتؤدي للوفاة في حالة عدم المعالجة منها".
ومستذكرا مقولة "الوقاية خير من العلاج" يضيف "إذا تم ضخ مياه صحية فإن 70%من حالات الاسهال بالناصرية ستختفي وبدل ان يتم البحث على علاج مكلف، على الدولة الاهتمام بمصادر المياه ومعالجتها بصورة صحيحة قبل ضخها للمواطنين".
مدير مستشفى بنت الهدى للولادة والأطفال خضير العبيدي قال "ان نسبة الأطفال المصابين بالإسهال تزداد صيفا، وبالتأكيد المياه الملوثة سبب رئيسي للإصابة به، ولدينا فئات مختلفة من الأطفال المراجعين للعلاج من الاسهال فمنها الحالات التي تأخذ العلاج وتخرج، وأخرى تحتاج الى الدخول للمستشفى لعدة أيام".
إحصاءات المستشفى (2) السنوية حددت دخول 2861 من مرضى الاسهال كانت اغلبيتهم ممن عمرهم دون العام.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" حذرت في عام2003 من أن 70 % من أمراض الطفولة في العراق ترتبط باستهلاك المياه غير النظيفة.
ماء عكر+ كلور= مركبات خطرة
يؤكد خبير بيئي ان خطورة المياه العكرة تأتي من تفاعل المكونات الصلبة فيها مع الكلور المضاف للمياه لتنتج مركبات خطرة.
ويقول راجي نعيمه معاون مدير عام بوزارة البيئة إن "مشكلة المياه غير المصفاة انها تحوي مواد ثقيلة بجانب الاطيان التي تغطي وتعزل ذرات الكلور التي يعتمد عليها لقتل الفطريات والبكتريا بالمياه وتمنع بالتالي عملها وتأثيرها"، مضيفا "ان تفاعل ذرات الكلور مع العناصر الثقيلة غير المعروفة يمكن ان يعطي مواد جديدة وخطرة على صحة الانسان، لهذا كان هنالك انخفاض بعدد الامراض عند بدء اعتماد الناس على مياه منظومات التصفية الاهلية وتركوا تناول المياه المجهزة من الاسالة".
ويؤيد مدير مختبرات دائرة مياه ذي قار ما ذهب إليه الخبير البيئي، مؤكدا غياب تأثير الكلور على المياه العكرة.
ويوضح رحيم كريم ان"المياه التي تحوي الاطيان نسميها بالعكرة وهنالك معايير دولية لنسبة العكورة المقبولة بالمياه المجهزة للمواطنين ويجب ان تكون خمسة اجزاء عكورة بالمليون او اقل ولكن احيانا تصل نسبة العكورة لدينا الى 20 جزءا بالمياه المجهزة للمواطنين".
ويورد كريم أسبابا عديدة لذلك "أهمها عدم تعاون المواطن نفسه وتجاوزه على شبكة الانابيب".
ويقول "لدينا في مشروع الناصرية العملاق افضل نوعية مياه بالشرق الأوسط، ولكنه لا يجهز مناطق جنوبي الناصرية الا بعد اكتمال مرحلته الثانية التي احيلت حديثا للتشييد وبمدة انجاز تستغرق ثلاث سنوات من تاريخ استلام المشروع".
ويضيف "بالتأكيد يقل تأثير الكلور المعقم بالمياه العكرة الى حد ما، ولا توجد نسبة ثابتة للعكورة فهي موسمية تزداد مع تساقط الامطار كما انها تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي الذي يجعل المضخات تشكل موجة تدفع الاطيان والرواسب الى انابيب الشبكة، التي يساهم المواطن بتلوثها نتيجة لعدم التزامه بالتعليمات الخاصة بطريقة سحب اشتراك منها الى بيته، حيث يتسبب بدخول الاطيان والمياه الملوثة لها عند انخفاض الضغط بالأنابيب".
مسؤول آخر: المواطن هو السبب!
ومثلما اعتبر مدير مختبرات دائرة مياه ذي قار المواطن مساهما بتلوث شبكات الماء الصافي، حمل نائب مدير الماء بالناصرية المواطنين مسؤولية التلوث.
ويقول حسن راضي "ان التلوث بالمياه بنسبة85% منه يتسبب به تجاوز المواطنين على الشبكة وسحبهم اشتراكات غير نظامية ومخالفة للتعليمات، مما يتسبب بدخول الاطيان والمياه الراكدة حول الانبوب، بينما هنالك تلوث بنسبة 15% ينتج عن الأعطال الفنية مثل خلل بنسبة الكلور او عطل الفلاتر بالمحطات او العطلات الروتينية بالمضخات "، مضيفا"المياه المجهزة لجنوبي الناصرية من قناة البصرة للماء الخام عبر مجمع الحسين الذي تبلغ طاقته التصميمية 600م3بالساعة وانشئ عام 2005 عليه تجاوزات كثيرة تصل الى 400 تجاوز من معامل البلوك والثلج ومجمعات المتجاوزين السكنية".
التلوث نتيجة للفساد
ناشط مدني اعتبر ان التلوث جزء من حالة الفساد، ويقول بسام الجابري عن منظمة البيت العراقي إن "مشكلة المياه بالناصرية عصية على الحل بسبب وجود صراعات حزبية داخل الحكومة المحلية"، مبينا أنه "طوال قرابة عام كان هنالك شد وجذب بمجلس ذي قار حول اعفاء مدير الماء وكما هي العادة فإن معظم مشاكل الخدمات تتحول الى مزايدات سياسية يدفع ثمنها المواطن".
ويضيف ردا على الاتهامات بمسؤولية المواطن على التلوث "نعم قد يكون المواطن يتجاوز على شبكة المياه لكن السؤال الأساسي هو لماذا لم يتم مد الشبكة بحسب الضوابط والمحددات العامة وتم التغاضي عن دفن المقاولين للأنابيب بصورة سطحية لأنه ارخص لهم، مما تسبب في وجود انكسارات ونضح مستمر حتى قبل سحب الأهالي انابيب اشتراك منها".
ويتابع أنه حينما يحاول الأهالي معالجته ترفض البلدية حفر الأرصفة، مبينا ان أسلوب مد الانابيب لم يراع ميلان المناطق التي تمر فيها.
وتابع "ان اول ما ترد به مديرية الماء لتبرير اخفاقاتها بالتحجج ان معظم اهالي الناصرية تعتمد على المنظومات الاهلية لشراء مياه الشرب ويتناسون ان الفقراء وأصحاب العوائل الكبيرة لا يستطيعون شراءها كما يستعملها الجميع للطبخ او الاستحمام ، وهذا اعتراف رسمي منهم بفشلهم وكون عملهم هدرا للمال العام، لأن الهدف الأول لمديرية الماء هو إيصال مياه صالحة للشرب ضمن المواصفات وليس مجرد مياه طينية، حتى وان كان هنالك تقصير من المواطن".
وتساءل "لنفترض ان المحطات الاهلية توقفت بفعل اغلاقها لعدم مراعاتها للشروط الصحية كما تتزايد هذه الحالة الان، ماذا سيكون موقفنا"، مجيبا على سؤاله بالقول "يجب على المسؤولين التنبه لخطورة ملف المياه وضرورة إيقاف الخلل فيه".
الحل بعد أكثر من ألف يوم!
على الحاج عبد الزهرة، ومعه نحو 150 ألف نسمة، أن ينتظروا ثلاث سنوات أخرى ( أي 1095 يوما) لكي يتم تزويد مناطق جنوبي الناصرية، حيث يسكنون، بالمياه الصالحة للشرب، هذا في حال جرت الأمور كما مخطط لها ولم يحصل تلكؤ في تنفيذ المشروع، ومن دون أن توفر لهم الحكومة المحلية بدلائل خلال هذه المدة الطويلة التي يمكن أن تتسبب بكوارث صحية على حياة السكان.
الحاج عبد الزهرة نظم أكثر من خمس تظاهرات امام مجلس المحافظة للمطالبة بتوفير الخدمات لأبناء منطقته واستجابت الحكومة المحلية فتم تبليط الشوارع ومد شبكة مجارٍ قريبة من منزله لكنه يقول بأسى "حنفيتي ما زالت تأتيني بصغار الضفادع صباح كل يوم..".
المصدر:اصوات العراق - وسام طاهر