المياه الآسنة تهدد أرواح المئات في حي عشوائي بقضاء الرفاعي – تقرير مصور -

Tue, 12 Feb 2013 الساعة : 10:50

شبكة اخبار الناصرية/زمن الشيخلي:
شكا عدد من أهالي حي الحسن ، احد الأحياء العشوائية في قضاء الرفاعي ، من تجمع المياه الآسنة في منطقتهم ، ما ينذر بمخاطر صحية ومادية جسيمة ، في الوقت الذي تعهدت فيه الإدارة المحلية في القضاء بإيجاد حل مناسب لسحب وتحويل تلك المياه إلى مبازل شرق الرفاعي .
وقال المواطن علوان عويد ، من سكنة الحي ، لشبكة اخبار الناصرية ، ان المنطقة التي شيد عليها المتجاوزون بيوتهم فيما يدعى بحي الحسن ، تقع ضمن منخفض ارضي ، سبق وان جعلته بلدية الرفاعي كمنطقة طمر صحي .
وأوضح إن البلدية نصبت ثلاث مضخات لرفع المياه الثقيلة من أحياء مدينة الرفاعي ، وتصريفها نحو العشوائيات في حي الحسن ، الأمر الذي رفع مناسيب المياه الآسنة حتى دخلت على المواطنين إلى بيوتهم .
وطالب الحكومة الاتحادية بان تلتفت إلى الحال المزري الذي يعيشه سكان الحي العشوائي وان تجد لهم الحلول المناسبة بعد أن عجزت الحكومة المحلية عن إيجاد الحل على حد رأيه .
بدوره قال المواطن ريسان وادي ، وهو من سكنة الحي ، إنهم يعيشون في منازل تطفو على المجاري ، مؤكدا إن مطلبهم اليوم ليس المياه الصالحة للشرب ولا الكهرباء وان كانت حقوق مشروعة ، وإنما مطلبهم سحب المياه الآسنة التي تعيش معهم منذ سنين .
وتابع " نحن اسر حرمت من خيرات العراق ، وان العوز المادي والحرمان هما من دفعنا إلى السكن في العشوائيات  ".
وأكد إن أبناء جنوب العراق تعرضوا إلى التهميش والإقصاء إبان حكم النظام ألصدامي المباد ، وها هم اليوم يصابون بخيبة أمل إزاء التهاون في إعادة حقوقهم المسلوبة .
أما الطفل ذي العشر سنوات ، أركان حسين فقال انه يعاني كثيرا مع 400 تلميذ آخرين في نفس الحي أثناء توجههم إلى مدارسهم ، لان الشوارع مغمورة بالمياه ، مطالبا بشوارع نظيفة بدلا عن شوارعهم الطينية المحفوفة بالمستنقعات والبرك.
وشكا من عدم وجود مدرسة في منطقتهم ما يضطرهم لعبور الطريق الدولي الذي يربط الناصرية بالكوت ، حتى يصلوا إلى مدارسهم البعيدة ، مؤكدا وقوع العديد من حوادث الدهس .
إلى ذلك قال المواطن كريم عبد الله ، إن سكنة المنطقة من الطبقة الفقيرة المعدمة ، وهم يعانون من مياه الشرب التي تأتيهم مخلوطة بماء المجاري فضلا عن انعدام الكهرباء وبقية الخدمات .
ووجه حديثه للحكومة المحلية في محافظة ذي قار وللإدارة المحلية في الرفاعي قائلا " كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " ، مطالبا بان يحضا الحي بنظرة أبوية لتنتشله من واقعه المزري الحالي.
من جانبه قال مختار المنطقة سعيد دهش إن الحي الذي تحيطه المستنقعات ومناطق الطمر الصحي تحول إلى مكب للنفايات بأنواعها حتى الطبية منها .
ولفت إلى إن المنطقة تخلو من مدرسة ومن مركز صحي ومن شارع معبد فضلا عن إنها تفتقد للكهرباء وبقية أنواع الخدمات .
وبين إن بلدية الرفاعي تقوم برمي المياه الثقيلة على المنطقة ، ما ينذر بانتشار الأوبئة والأمراض ، فضلا عن مرض الأنفلونزا المنتشرة بكثرة في الحي .
وانتقد تجاهل المسؤولين للحي قائلا " لا نرى مسؤول كل منهم جالس على كرسيه وضامن راتبه الشهري ، ولا احد يبالي بالمواطن الفقير " على حد تعبيره .
وأوضح إن الحي يمتد بطول 30 كلم وبعمق 1.5 كلم وتقطنه الأسر الفقيرة والمتعبة وبينهم الأرامل والمعوقين ، مبينا إن هذه الشرائح المعدمة تنفق رغم العوز لشراء مضخات لتبعد المياه عن منازلهم ولتبني سداد ترابية ولكن دون جدوي .
بدوره قال مدير بيئة الرفاعي كريم هاني ، إن حي الحسن يقع بالقرب من موقع للطمر الصحي تابع لبلدية الرفاعي ، وقد أصدرت وزارة البيئة أمرا بإغلاق هذا الموقع بسبب مخاطره البيئية ، إلا إن الطمر مازال متواصلا في نفس الموقع حتى الان .
ولفت الى ان البعض يضرم النيران في المخلفات الموجودة هناك ما يتسبب بتشكل سحابة من الدخان الضار والذي يؤثر سلبا على صحة المواطنين والتربة والمياه الجوفية في المناطق القريبة .
كما حذر من مياه المجاري الآسنة في حي الحسن والتي تتسبب بانبعاث الروائح الكريهة وتجلب الحشرات وتلوث التربة ، خاصة إذا تجمعت هذه المياه لفترات طويلة حيث تتحلل المواد الضارة وأضاف ،" ينتابني شعور بالقلق لأمرين ، أولهما تجمع مخلفات الصرف الصحي ، و الآخر والأخطر هو عملية الحرق العشوائي للنفايات لما تحتويه من مواد خطرة ".
وأشار إلى وجود العديد من القضايا التي تم إحالتها بيئة ذي قار إلى القضاء العراقي للبت فيها لكن تبقى هذه القضية من صلاحية المشاور القانوني في دائرة البيئة .
في المقابل قال رئيس مجلس قضاء الرفاعي سامي محمد إن البلدية تعتمد في تصريف مياه المجاري على محطات رفع المياه من الجانب الأيمن لطريق ( ناصرية - كوت ) إلى الجانب الآخر حيث يسكن المتجاوزون .
وبين ان مجلس القضاء سعى لحل هذه المشكلة منذ العام 2008 ، حيث تم احالة وحدة معاجلة بكلفة 59 مليار دينار عراقي على شركة البارح ، غير ان المشروع تعثر ولم ينجز حتى سُحِبَ من الشركة في العام 2011.
واوضح ان المجلس البلدي يسعى الان لفتح قناة صغيرة لنقل مياه المجاري نحو مبزل شرق الغراف حيث تم اعداد الكشوفات الفنية من قبل دائرة المجاري ، على امل المصادقة النهائية عليه.
وتابع ، في حال تاخرت وزارة البلديات في رصد المبالغ الكافية لمد هذه القناة ، فان المجلس البلدي سيكون ملزم بتخصيص نحو 98 مليون دينار لتنفيذ المشروع .
وبين ان المساحة التي تغطيها مياه المجاري والامطار في منطقة حي الحسن والمناطق القريبة تتجاوز 600 دونم ، مشيرا الى ان الحي يضم نحو 1200 وحدة سكنية عشوائية.
( ت ع ح )

 

Share |