مزارع "أم عنيج" تحولت الى أرض جرداء بسبب قلة الدعم
Wed, 6 Jul 2011 الساعة : 10:02

وكالات:
مزارع أم عنيج على جانبي الطريق السريع الرابط بين محافظتي البصرة وذي قار وتميزت بزراعة محصول الطماطة واتخذت من الشجرة العالية ذات العنق الطويل اسم "ام عنيج" لها اذ كان المزارعون يعقدون لقاءاتهم قربها، تزيد عدد مزارعها عن 300 مزرعة كانت قبل 2003 تسد حاجة البلاد من محصول الطماطة خلال فصل الشتاء لاعتمادها على الزراعة المغطاة ومياه الآبار في السقي.
في الوقت الحاضر لم يبق من تلك المزارع الا عشرها بعد ان هجرها الفلاحون لقلة الدعم الحكومي المتمثل بالمستلزمات الزراعية والطاقة الكهربائية ومياه الشرب وطرق المواصلات فضلا عن طغيان استيراد المحاصيل الزراعية الذي اثر سلبا على هامش الربح المتحقق من زراعة الطماطة.
الآبار الارتوازية
المسؤول عن مزارع أم عنيج دهيرس نعيثل قال: ان المنطقة تحتوي على320 مزرعة مساحة الواحدة منها 40 - 50 دونماً ولكبر مساحتها تتم زراعة نصفها بمحصول الطماطة والخضراوات كالرقي والخيار والبطيخ ليتمكن الفلاح من السيطرة على المحصول وادارة المياه التي تستخرج من الآبار الارتوازية المحفورة بطرق بدائية.
واوضح نعيثل: ان ام عنيج كانت قبل عام 2003 تغطي احتياجات البلاد من الطماطة خلال شهري كانون الاول والثاني الا ان قلة الدعم الحكومي تسبب بهجرة حوالي 300 عائلة فلاحية وتحولت المنطقة الى جرداء غير منتجة، مطالبا الحكومة المحلية بتقديم الدعم للفلاحين وتشجيعهم للعودة الى مزارعهم من خلال توفير المستلزمات الزراعية بما فيها الوقود وسماد الفوسفات.
وتابع: "أن مزارع أم عنيج بحاجة إلى شبكة كهربائية تساعد الفلاح على إدامة الزراعة كما أنها بحاجة إلى محطات إسالة لتوفير المياه الصالحة للشرب ومركز صحي ومدارس ابتدائية فضلا عن شق طرق جديدة للمواصلات لنقل المحاصيل".
انتاجية مرتفعة
رئيس الجمعيات الفلاحية مقداد شهاب الياسري بين أن المساحة الكلية لمزارع أم عنيج تبلغ 15 الف دونم وخلال عام 1996 تعاقدت الحكومة السابقة مع الفلاحين على وفق قانون 35 لسنة 1983 وتم توزيع الاراضي بين 320 عائلة فلاحية، مشيرا الى ان انتاجية الدونم الواحد من محصول الطماطة كانت تبلغ 10 أطنان ويكفي الانتاج من عموم المزارع لسد الحاجة اليومية من المحصول وما زاد كان يورد الى معامل المعجون المنتشرة في بغداد وواسط وبعقوبة.
وأضاف: "ان عدد مزارع ام عنيج بدأ ينخفض تدريجيا بعد 2003 لأسباب عديدة منها عدم توفر الأمن والاستقرار ما دعا المزارعين للهجرة إلى محافظات النجف وكربلاء والبصرة، فضلا عن عدم وجود الدعم الحكومي المناسب للمزارعين وحماية انتاجهم الذي تسبب بتكبدهم خسائر مالية ومجهوداً شاقاً".
عودة مشروطة
ويقول مدير زراعة الجبايش المهندس ريسان قاسم: أن اهمية مزارع أم عنيج تأتي لكونها كانت تصدر آلاف الأطنان من الطماطة إلى محافظات الشمال والوسط قبل عام 2003 إلا ان عدم الالتفات إليها من قبل الحكومة الحالية والمسؤولين دعا المزارعين الى ترك المزارع والهجرة إلى مناطق أخرى، لافتا إلى إننا نتلقى اتصالات شبه يومية من المزارعين لغرض عودتهم الى مناطقهم بشرط توفير متطلباتهم الزراعية والخدماتية.
وطالب قاسم الحكومة المحلية الالتفات لمطالب المزارعين وحماية المنتج المحلي ودعم الاقتصاد الوطني ومنع استيراد المحاصيل المنتجة محليا مع توفير الاسمدة والبذور وحفر الآبار الارتوازية لتأمين عودة العوائل الفلاحية الى ام عنيج للعمل ثانية والمساهمة بتوفير المحاصيل الزراعية.
الاستثمارات الزراعية
الدكتور طالب حسين عكاب مدير مركز أبحاث الاهوارالتابع لجامعة ذي قار اوضح أن"منطقة أم عنيج هي من المناطق الصحراوية التي تتميز بها محافظة ذي قار ضمن الشريط الحدودي مع محافظة البصرة، وتتميز تربتها بأنها رملية ذات ملوحة جيدة بسبب غسلها بمياه الأمطار شتاء وان مصدر المياه فيها عن طريق الآبار الارتوازية فضلا عن نهر الحرية الذي يقع على حافاتها الشمالية"، مشيرا الى ان عمق الآبارالارتوازية يتراوح بين 12-17م وان ملوحتها بين 6-8 ملس/م وهذه الملوحة تكون ملائمة للزراعة المغطاة والمتمثلة بمحاصيل الطماطة والخيار والرقي والبطيخ والتي عادة ما تزرع في بداية شهر آب وتتم تغطيتها خلال شهر تشرين الثاني ويتم نضجها بداية شهر كانون الأول.
ودعا عكاب الحكومة المحلية إلى دعم مزارع ام عنيج بالمستلزمات الزراعية والبذور الهجينة ذات الأصناف الواعدة وكذلك الأغطية البلاستيكية والمبيدات الحشرية والأسمدة الكيمياوية، ووضع سياسة دعم سعرية وعدم اغراق السوق بالمحاصيل المستوردة من الدول المجاورة التي أضرت بالاقتصاد الوطني وجعلت كلف الانتاج الزراعي اعلى من سعر بيع المحصول.
وتابع " كما وسبق لمحافظة ذي قار وهيئة الاستثمار فيها خلال مؤتمرهما التأسيسي الزراعي الاول الذي عقد بالتعاون مع المحافظة اختيار مزارع منطقة أم عنيج كمدينة زراعية استثمارية تلقي الفائدة على المزارعين.
المصدر:الصباح