البصرة تتهم ذي قار بخلق مشكلة بيئية تسببت بنفوق عشرات الأطنان من الأسماك

Mon, 28 Jan 2013 الساعة : 9:21

وكالات:

حملت الحكومة المحلية في البصرة، الأحد، نظيرتها في ذي قار مسؤولية خلق مشكلة بيئية مفاجئة أسفرت عن تدهور القطاع الزراعي وهلاك حيوانات حقلية ونفوق عشرات الأطنان من الأسماك في المناطق الواقعة شمال البصرة.

وقال محافظ البصرة خلف عبد الصمد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "مسؤولين في محافظة ذي قار قرروا قبل أيام من دون تحذير مسبق دفع موجة فيضانية كونتها مياه الأمطار باتجاه البصرة، وبدل أن يوجهون المياه باتجاه قناة شط البصرة المخصصة لمياه البزل، صرّفوها عبر نهر يصب في شط العرب"، مبيناً أن "المياه القادمة من ذي قار مشبعة بالأملاح والملوثات لأنها غمرت قبل وصولها بشكل مخطط له العديد من المناطق الزراعية المتروكة والأهوار الجافة بدافع تخليص تربتها من ترسبات الأملاح".

ودعا عبد الصمد الحكومة المحلية في ذي قار إلى "إيقاف تدفق المياه المالحة فوراً لاعتبارات إنسانية، كما نأمل عدم تعريض البصريين مجدداً إلى العطش لمجرد إنعاش أهوار أو استصلاح أراض زراعية تقع في ذي قار"، مضيفاً أن "سكان المناطق الواقعة شمال البصرة يعيشون حالياً في ظل ظروف مأساوية بسبب الأزمة".

بدوره، قال مدير مديرية الماء في البصرة خالد جمعة علي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأزمة تتمركز في المناطق الواقعة شمال المحافظة، إلا أن تأثيراتها امتدت في اليومين الماضيين إلى وسط وجنوب البصرة"، موضحاً أن "مياه شط العرب بالقرب من مركز المدينة ارتفعت نسب التراكيز الملحية فيها إلى أربعة آلاف و800 جزء بالمليون، في حين يفترض أن لا تزيد في الظروف الاعتيادية عن ألف جزء بالمليون".

ولفت علي إلى أن "مناطق البصرة كانت تجهز بالمياه عن طريق قناة (البدعة) التي تنقل المياه العذبة، إلا أن القناة لم تعد منذ أعوام تغطي حاجة المحافظة بالكامل نتيجة للتوسع السكاني الكبير، وبالتالي نضطر إلى خلط مياه القناة مع مياه شط العرب ونضخها إلى المناطق السكنية"، معتبراً أن "الأزمة الأخيرة تسببت بإرباك كبير في عمل محطات تصفية وضخ المياه".

من جانبه، قال مستشار المحافظ لشؤون الزراعة الدكتور محسن عبد الحي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الكارثة البئية أدت إلى هلاك حيوانات حقلية ونفوق عشرات الأطنان من الأسماك، فضلاً عن تدهور الواقع الزراعي في المناطق الواقعة شمال البصرة"، مضيفاً أن "لجنة إنعاش الأهوار في مجلس محافظة ذي قار هي التي تسببت بالكارثة بدافع الاستفادة من مياه الأمطار الغزيرة في تخليص بعض مناطق الأهوار من ترسبات الأملاح والعناصر النزرة".

وأشار عبد الحي إلى أن "الحكومة المحلية في البصرة بعثت بوفد يتألف من مختصين ومسؤولين إلى ذي قار، وتم توقيع محضر إجتماع مع مجلسها يقضي بوقف تدفق المياه المالحة بشكل فوري من خلال إغلاق سدة (الخميسية)، إلا أن حكومة ذي قار لم تلتزم بالاتفاق حتى الآن، وهو ما ينذر بالمزيد من الأضرار البيئية والمعاناة الإنسانية".

يشار إلى أن محافظة البصرة، نحو 590 كم جنوب بغداد، لم تشهد في الأعوام السابقة إرتفاعاً كبيراً في نسب ملوحة مياه شط العرب خلال فصل الشتاء، إلا أن المحافظة تتعرض في كل فصل صيف منذ عام 2007 إلى شح حاد في المياه الصالحة للري بسبب ظاهرة طبيعية كانت تعتبر نادرة الحدوث، وهي تغلغل اللسان الملحي (الجبهة المالحة) القادم من الخليج في مجرى شط العرب نتيجة قلة الإيرادات المائية الوافدة عبر دجلة والفرات، وقطع إيران لمياه نهر الكارون الذي ينبع داخل أراضيها، علاوة على إنحباس الأمطار في المواسم السابقة.

وتعد أقضية الفاو وأبي الخصيب (جنوباً) وشط العرب (شرقاً) أكثر المناطق تضرراً من تلك الظاهرة، حيث جفت فيها العشرات من بحيرات تربية الأسماك، ونفقت الكثير من الحيوانات الحقلية، كما تراجع إنتاج النخيل من التمور، وهلكت معظم بساتين الحناء، إلا أن الهجمة الملحية الأخيرة القادمة من أهوار ذي قار قد هزت بعنف الواقع الزراعي في المناطق الواقعة شمال المحافظة، بعد أن كان وضعها الزراعي أفضل نسبياً.

 

المصدر:السومرية نيوز

Share |