بعد العثور على ثلاث جثث خلال يومين، صمت حكومي على تصاعد ظاهرة قتل النساء بالناصرية
Fri, 25 Jan 2013 الساعة : 8:10

وكالات:
تصاعدت ظاهرة قتل النساء بالناصرية، خلال اليومين الماضيين لتحصد ثلاثة أرواح جديدة، بعد العثور على جثتين لامراتين في العراء كانت تنهشها الحيوانات، فيما قتلت الثالثة بمنزلها، وسط رفض المسؤولين في محافظة ذي قار، الحديث عن المشكلة لتداعياتها المجتمعية ولتأثيرها على فرصهم الانتخابية.
وقال مصدر طبي لوكالة (أصوات العراق) ان "شرطة قضاء الشطرة (45 كم شمال الناصرية) احضرت للطب العدلي في الناصرية جثة امرأة تبلغ من العمر 34 عاما، عثر عليها مقتولة بعد اصابتها بطعنات بآلة حادة"، مبينا أن الشرطة "فتحت تحقيقا واعتقلت احد الأشخاص المشتبه بتورطه بالجريمة لمعرفة ملابسات الحادث ودوافعه".
واضاف المصدر: "بالأمس كانت دائرة الطب العدلي استقبلت جثتين لامرأتين مقتولتين، عثر عليهما في مكانين منفصلين، الجثة الأولى تعود لامرأة مجهولة الهوية في الثلاثين من العمر، وعثر عليها في ساعة متأخرة من الليل ملقاة في احد الأنهر شمال الناصرية بينما كانت الحيوانات تنهش جثتها بعد ان قتلت اثر تعرضها للضرب بآلة حادة قبل رميها قرب نهر بمكان مهجور".
وتابع: "اما الضحية الثانية فيبلغ عمرها 20 عاما وعثر على جثتها داخل منزلها في احد احياء مدينة الناصرية وقد قتلت طعنا بآلة حادة في أكثر من مكان من جسمها".
واوضح المصدر الطبي ان "الجثتين ستشرحان في الطب العدلي في اطار التحقيق الذي فتحته الشرطة لمعرفة دوافع الجريمتين والتوصل الى الجناة".
جهات حكومية بالناصرية ومع قرب اجراء انتخابات مجالس المحافظات المقررة في نيسان المقبل، فضلت عدم الحديث عن الموضوع "لحساسيته".
وقال مسؤول محلي مرشح للانتخابات، فضل عدم ذكر اسمه لوكالة (أصوات العراق) : "ارفض التطرق لهذه المشكلة الصغيرة، فالحديث عنها يمكن ان يثير حفيظة جهات عشائرية تمارس عادة ما يسمى بغسل العار، ونحن في مرحلة الانتخابات وهي فترة حساسة على المرشحين ان يتنبهوا لخطواتهم فيها".
جهات حكومية أخرى رفضت إعطاء إحصائية لعدد النساء المقتولات سنويا بالمحافظة، بحجة "عدم وجود صلاحيات بالتصريح لوسائل الاعلام"، او لكونها "جرائم خارج الأسرة وغير معني بها قسم حماية الاسرة بشرطة ذي قار".
منظمات مجتمع مدني اعتبرت ان الحوادث تجاوزت التصرفات الفردية لتصبح ظاهرة بالمجتمع في محافظة ذي قار ما يثير القلق.
وقالت الناشطة شذى القيسي لوكالة (أصوات العراق) ان "قتل النساء تجاوز حالة ردود الفعل الفردية ليصبح للأسف ظاهرة اجتماعية تهدد النساء، دون تدقيق او تحقيق بصحة ادعاء البعض بحق نساء، واللجوء الى غسل العار الذي تمارس تحت غطائه هذه الجرائم".
ونبهت القيسي الى ان "معظم ضحايا غسل العار يسجلن كحالات انتحار ولكن هنالك ادلة واضحة على وجود جناية قتل وخصوصا بالمناطق العشائرية"، مضيفة ان "القوانين السائدة تساعد على تزايد هذه الظاهرة حيث يحكم على كل شخص متورط بجريمة قتل غسلا للعار بالسجن الفعلي لسنة واحدة ويخرج بعدها حرا".
وطالبت القيسي الجهات التنفيذية والتشريعية "بالتنبه لهذا الخلل ومعالجته لمنع تكرار هذه الجرائم وتزايدها في المجتمع".
يذكر ان حالات انتحار النساء المسجلة رسميا في مدينة الناصرية، شهدت تزايدا بعد ان كانت هنالك 13 حالة انتحار في عام 2010 لتبلغ 28 حالة انتحار خلال تسعة اشهر من عام 2012 ، في وقت يتجنب معظم الأهالي تسجيل حالات الانتحار.
وكانت اكثر حوادث غسل العار ، اثارة للجدل، تلك التي شهدتها ذي قار (365 كم جنوب العاصمة بغداد) العام الماضي حيث القي القبض على سبعة رجال بالغين بتهمة قتل قريبتهم (ام لأربع أطفال) حيث وجدت كفوف القتيلة بجيوب احد المتورطين، ومع ذلك حكم بعقوبة خفيفة. واظهرت التحقيقات ان المغدورة قتلت في بيت الزوجية وامام زوجها، لمخالفتها امر اخوتها بطلاقها من زوجها، وعودتها اليه.
المصدر:اصوات العراق