صحة ذي قار تعترف بـ"انهيار" مؤسساتها ومجلس المحافظة يطالبها بـ"تحسين" خدماتها
Sat, 20 Oct 2012 الساعة : 8:36

وكالات:
أكد مسؤول صحي في ذي قار، الثلاثاء، أن المؤسسات الصحية بالمحافظة "منهارة"، في حين طالب أعضاء مجلس المحافظة بتحسين الخدمات الصحية ومعاملة المرضى، مبينين أن النساء يتعرضن لـ"الابتزاز" عند مراجعتهن مستشفى الولادة في الناصرية.
وقال مدير صحة ذي قار الدكتور سعدي الماجد، خلال استضافته الأولى بمجلس المحافظة، في جلسة حضرتها وكالة (أصوات العراق)، إن هنالك "مشاكل كبيرة ومعوقات متعددة بالمحافظة أدت إلى انهيار الواقع الصحي بكل المقاييس"، مشيراً إلى أن المستشفيات في الأقضية والنواحي "غير مؤهلة لاستقبال المرضى من جراء ضعف كفاءة تدريب الملاكات الطبية والصحية وعدم جاهزيتهم لأداء مهمتهم".
وأضاف الماجد، أن هنالك "حالة من عدم الالتزام بأوقات الدوام الرسمي من قبل الأطباء فضلاً عن ضعف تواجدهم بالمستشفيات"، مبيناً أن الأهالي "غير راضين عن الخدمات المقدمة في المستشفيات برغم كونها أفضل من العديد من المستشفيات في الأماكن الأخرى".
وأوضح مدير الصحة، أن المؤسسات الصحية في ذي قار "تحتاج إلى كثير من الأمور لتحسين خدماتها"، لافتاً إلى أن في "مقدمة تلك الاحتياجات تلك المتعلقة بالتخدير فضلاً عن نقص الأدوية أو وصولها للمخازن تالفة والافتقار إلى صالة عمليات نظامية ووجود 400 سرير فقط لخدمة نحو 700 ألف شخص من اهالي الناصرية".
وذكر الماجد، أن الدائرة "تعاني من صعوبة شراء المستلزمات التي تحتاجها عبر وزارة الصناعة والمعادن كما تلزمها التعليمات الحكومية"، وتابع أن أي طلب "يستغرق قرابة شهرين مما يستوجب فتح فرع لوزارة الصناعة في المحافظة لتسهيل الإجراءات".
وأبدى مدير الصحة استغرابه من "تعطل مشاريع صحية مهمة دون مبرر واقعي مثل مركز الحروق الذي بدأت اعماله منذ 2008 وكان يجب انجازه قبل مدة طويلة وكذلك الحال بالنسبة لمستشفى الجبايش"، مبدياً معارضته لـ"قانون السلامة البيئية المقترح من قبل المجلس الذي لعدم إمكانية تطبيقه"، بحسب رأيه.
وأبدى الماجد "عدم علمه بتفاصيل اعتصام أطباء المحافظة مؤخراً لأن النقابة مسؤولة عنه"، معرباً عن "عدم الرضى على ردة فعلهم".
من جانبهم طالب أعضاء مجلس المحافظة بضرورة إيجاد حلول لمشاكل المواطنين الصحية.
وقال عضو المجلس عودة خصاف، إن مستشفى بنت الهدى للولادة "يعاني الكثير من السلبيات وهنالك حالات ابتزاز وعدم عناية بالمريضات"، مضيفاً أن درجة العناية بالمرضى "تكون بحسب المراجعة للعيادات الخاصة وأن معظم المستشفيات والمراكز الصحية تعاني من عدم وجود الأطباء الخفر".
بدورها قالت رئيسة اللجنة الصحية بالمجلس، حميدة جابر، إن الأطباء "رفضوا مسودة قانون السلامة البيئية الذي ينوي المجلس اقراره لأنهم يرونه مجحفاً بحقهم في الوقت الذي يعانون فيه من ضغوط كبيرة تطالهم مثل التهديدات العشائرية والأحكام القضائية التي صدرت بحق عدد منهم"، مبينة أنهم "يطالبون المجلس بمخاطبة الوزارة من أجل تخفيف بعض العقوبات التي طالت العديد منهم على خلفية مرضى العيون وغيرها".
من جانبه نفى رئيس المجلس قصي العبادي، علمه أو علم مدير الصحة أو المحافظ باعتصام الأطباء، قائلاً إن الاعتصام "حدث دون أي إخبار مسبق منهم"، مضيفاً أن قانون السلامة البيئية المقترح "يصب في مصلحة المواطن ولا يضر الأطباء بل ينظم عمل عياداتهم ليس إلا"، بحسب رأيه.
وكان عشرات المواطنين تظاهروا الأربعاء الماضي (العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 2012 الحالي)، في ساحة الحبوبي وسط الناصرية، للمطالبة بإنهاء اعتصام الأطباء ومطالبيهم بعدم معاقبة البسطاء بسبب مشاكلهم الخاصة، مناشدين الجهات المسؤولة استقدام أطباء من الخارج لإنهاء تلك الضغوط و"منع الاحتكار".
ويذكر أن عدد الأطباء بالمحافظة يزيد عن 500 بينهم 18 طبيباً أخصائياً و15 جراحاً، كما يوجد في المحافظة قرابة 90 عيادة خاصة بحسب نقيب الأطباء.
وتعاني محافظة ذي قار من عجز سريري يبلغ 5800 سرير علماً أن مستشفياتها الثمانية (بينها مستشفيان فقط للولادة) المنتشرة بمختلف مناطقها لا توفر غير 1200 سرير لمحافظة يتجاوز عدد سكانها المليونين.
وتبعد مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار 365 كم جنوبي العاصمة بغداد.
و ط (م)- ب خ
المصدر:اصوات العراق