بسـاتـين النخيـل في ذي قار تـواجه مخاطر التجريف والإهمال
Sun, 5 Aug 2012 الساعة : 7:33

وكالات:
تشكل ظاهرة تجريف بساتين النخيل وانتشار الآفات الزراعية فيها، تهديدا حقيقيا لهذه البساتين التي تقدر مساحاتها الإجمالية بنحو 25 ألف دونم في المحافظة، إذ ارتفعت معدلات الإصابة فيها من 4% الى 20% خلال السنوات الماضية. وتعد حشرة الحميرة، وحفار ساق النخيل، وأمراض انحناء القمة النامية، وخياس طلع النخيل، وأمراض وبائية أخرى، من أخطر المشاكل التي تهدد زراعة النخيل في ذي قار، فضلا عما تسببه من أضرار مادية جسيمة لأصحاب بساتين النخيل، أدت إلى تراجع حاد في زراعة وإنتاجية هذه الشجرة المباركة.
وترجع الأوساط الفلاحية وأصحاب بساتين النخيل والمعنيون بالقضايا الزراعية، الذين التقتهم "المدى"، أسباب تفشي الأمراض وانتشار الآفات الزراعية في بساتين النخيل إلى محدودية المكافحة الجوية، وقلة فاعلية المكافحة الأرضية في البساتين ذات الارتفاعات العالية والبساتين المتروكة والتي لم تتلق العناية الكافية.
وأشاروا إلى ارتفاع معدلات الإصابة بحشرة الحميرة وحفار ساق النخيل الذي يطلق عليه محليا تسمية (الكاصوص)، فضلا عن أمراض مختلفة من أبرزها انحناء القمة النامية وخياس طلع النخيل وتحجر الثمار وتلفها.ويعزو رئيس اتحاد الجمعيات الفلاحية في محافظة ذي قار مقداد الياسري، أسباب تعرض بساتين النخيل للإصابة بالآفات الزراعية المتنوعة إلى الإهمال الحكومي، مؤكدا تعرض البساتين لمخاطر الدمار والتجريف والموت نتيجة غياب الدعم والاهتمام الحكومي بالقطاع الزراعي عموماً، وقطاع النخيل بشكل خاص.
وأضاف الياسري أن محافظة ذي قار تتميز بوفرة بساتين النخيل فيها، حيث تمتد المساحة المزروعة بالنخيل من مركز المحافظة انتهاءً بقضاء الجبايش، في الشريط المحاذي لنهر الفرات.
وتابع بالقول: "لكن للأسف الشديد نرى أن هذه الثروة الوطنية لم يتم الاعتناء بها بالمستوى المطلوب منذ عام 2003 حتى الآن، فقد تعرضت بساتين المحافظة إلى الإهمال خصوصا في مجال مكافحة الآفات الزراعية".
وبين الياسري "وبعد مطالبات متواصلة من قبل مجلس المحافظة والمحافظة تمكنا من الحصول على طائرة زراعية من العاصمة بغداد لكنها جاءت في وقت متأخر وبكميات محدودة من المبيدات لم تسد الحاجة الفعلية، حيث قامت الطائرة المذكورة برش مبيدات زراعية لخمسة آلاف دونم بينما تقدر المساحات المطلوب مكافحتها بـ25 ألف دونم تقريباً".
وزاد "ونتيجة عدم العناية أصبح نخيل المحافظة عرضة للإصابة بالأمراض الزراعية والآفات والحشرات المضرة، ومنها حشرة الدوباس، والحميرة، وغبار العنكبوت وغيرها"، مؤكدا انعكاس تلك الأمراض والآفات الزراعية سلبا على إنتاج ونوعية التمور.
من جانب آخر، عدت مصادر زراعية ظاهرة تراجع الفلاحين عن خدمة بساتين النخيل، واحدا من أهم الأسباب التي أدت إلى انتشار الأمراض والآفات الزراعية، عازية هذا التراجع إلى ضعف المردود المادي الذي يجنيه الفلاح من بيع محاصيل التمور.
وأكدت المصادر على أهمية تفعيل المبادرة الزراعية، وإدامة حملات المكافحة الجوية، وتوسيع رقعتها لتشمل جميع البساتين في المحافظة.
ويرى المتخصصون بالقضايا الزراعية وأصحاب بساتين النخيل في ذي قار، تناقض واضح في السياسة الزراعية التي تنتهجها الحكومة، فهي في الوقت الذي تسعى فيه لتبني مشروع الزراعة النسيجية للنخيل في العراق بالتعاون مع دولتي الإمارات العربية وإيران، تقوم في الوقت نفسه بحرمان الفلاحين والمغارسين لاسيما غير المتعاقدين مع الدوائر الزراعية من الدعم المادي الكافي والمطلوب، فضلا عن حرمانهم من الأسمدة ومستلزمات الإكثار والتطوير إضافة إلى المكافحة الجوية.
ودعا المتخصصون إلى ضرورة تبني برامج زراعية تتيح تطوير قدرات أصحاب البساتين عبر تشجيعهم على تطوير بساتين النخيل والعناية بها والاهتمام بالزراعة النظامية المتمثلة بزراعة 40 نخلة في الدونم الواحد، واستخدام منظومة ري حديثة لتلافي شحة المياه.
وشددوا على أهمية تفعيل المكافحة الجوية، وتجهيز أصحاب البساتين بالأسمدة، كما دعوا المؤسسات الزراعية والجهات المعنية الأخرى إلى استحداث مركز لتسويق التمور، حيث يقوم أصحاب البساتين في ذي قار بتسويق محاصيلهم من التمور إلى محافظة البصرة التي تبعد 230 كم. واختتموا حديثهم بالتأكيد على أهمية إنشاء مكابس للتمور ومعامل للتعليب وصناعة الدبس ومخازن نظامية لحفظ المحاصيل.
المصدر:المدى