النزاعات العشائرية في ذي قار.. ضحاياها مدنيون . . وقوات الأمن عاجزة عن ردعها
Sun, 29 Jul 2012 الساعة : 9:39

وكالات:
أثار تكرار اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة، حالة من القلق بين الأوساط الشعبية في محافظة ذي قار، لاسيما بعد أن أسفر آخر النزاعات العشائرية عن سقوط 10 ضحايا بين قتيل وجريح.يقول المواطن علي حسين، وهو يبدي قلقه من ارتفاع أعداد الضحايا في المواجهات المسلحة التي حدثت مؤخرا بين أبناء العشائر: إن عددا من النساء والأطفال سقطوا ضحايا في معظم النزاعات التي حدثت بين أبناء العشائر في الآونة الأخيرة.
ويضيف في حديثه لـ"المدى"، إن محافظة ذي قار شهدت أكثر من ثلاثة نزاعات عشائرية كبيرة في مناطق متفرقة منها خلال الشهرين الماضيين.ويعزو حسين ذلك إلى "انتشار الأسلحة الخفيفة والمتوسطة بصورة واسعة بين أبناء العشائر، وهيمنة الأعراف العشائرية والتعصب القبلي على منظومة العلاقات الريفية، فضلا عن ضعف سلطة القانون وعجز القوات الأمنية عن الانتشار الواسع والفاعل في تلك المناطق، جعل الكثير من سكان القرى لاسيما البعيدة عن مراكز المدن يحتكمون إلى قوة السلاح في معالجة قضاياهم الخلافية".
ويشير حسين إلى إن النزاعات العشائرية "غالبا ما تسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل في تلك النزاعات التي كثيرا ما تندلع لأسباب تافهة"، على حد قوله.
وتشهد المناطق الريفية في محافظة ذي قار، بين الحين والآخر نزاعات عشائرية مسلحة، كان آخرها نزاعا اندلع مطلع الأسبوع الماضي في قرية هادي الخير الله التابعة لقضاء الرفاعي شمالي الناصرية، وأسفر النزاع الذي استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة عن مقتل شخصين وإصابة ثمانية آخرين بجروح خطرة، نقلوا على إثرها إلى مستشفى الرفاعي العام.
وتعود أسباب اندلاع النزاعات العشائرية المسلحة في الغالب إلى خلافات على المياه، أو تقسيم الأراضي، أو تجاوز على المحاصيل الزراعية، أو نتيجة خلافات أسرية، أو مشاجرات تحصل بين أبناء العشائر وحتى بين أبناء العشيرة الواحدة، كما يمكن لحيوان ما يتجاوز على حقل أو مزرعة تعود للآخرين أن يتسبب بنزاع مسلح بين أبناء العشائر.
ويعزو المراقبون أسباب تكرار النزاعات العشائرية إلى شيوع النعرات العشائرية وهيمنة العادات والتقاليد المتخلفة وانتشار مختلف أنواع الأسلحة من بنادق وقاذفات ومدافع هاون وأسلحة رشاشة في المناطق الريفية، فضلا عن ضعف قبضة القانون وعجز القوات الأمنية عن الحد من تلك النزاعات والحيلولة دون اندلاعها مجددا.
فيما تشير بعض المصادر الحكومية إلى وجود نقص واضح في أعداد القوات الأمنية في محافظة ذي قار، لاسيما بعد سحب فوجين عسكريين من تلك القوات إلى الحدود السورية. إذ يقول رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ذي قار سجاد شرهان الأسدي: إن "سحب الفوجين الأول والثاني من اللواء الـ38 المتمركز في المحافظة، ونقلهما إلى الحدود السورية، سبب نقصا في عدد قوات الأجهزة الأمنية في ذي قار".
وأشار إلى أن سحب القوات المذكورة من المحافظة "خلّف عبئا أمنيا على كاهل الجهات الأمنية فيها، لأن قوات الجيش كانت تسيطر على مساحات واسعة في المحافظة".
المصدر:المدى