غيمة دخان نفطي تغطي سماء الرفاعي شمال ذي قار ولا اجراءات حكومية لوقفها

Sat, 12 May 2012 الساعة : 11:33

وكالات:

يعاني سكان قضاء الرفاعي شمالي محافظة ذي قار، منذ ايام من غيمة دخان سوداء تغطي سماء المدينة، دون ان تتخذ الجهات الحكومية اية اجراءات لمعالجتها، رغم تحذير مديرية البيئة منها، فيما عدت حقول ذي قار النفطية الامر بالطبيعي والمؤقت.
وقال مدير بيئة ذي قار راجي نعيمة منشد لوكالة (أصوات العراق) ان "غيمة كبيرة من الدخان تغطي سماء الرفاعي (90 كم شمال الناصرية) ولليوم الرابع على التوالي، نتيجة الحرق الأولي لإنتاج البئر النفطي الأول في الرفاعي، وكان يفترض جلب منظومة حرق نظامية تضم فلاتر لمعالجة نواتج الحرق".
وأضاف: "خاطبنا هيئة حقول ذي قار، بشأن المشكلة، الا انهم ردوا بأن المسألة هي ضمن الضوابط البيئية كون النفط بذي قار ثقيل ويختلف في نوعه عن النفط في باقي المحافظات، لكن هذا جواب غير مقنع، ويجب ان يلتزموا بتعهداتهم التي قدموها ضمن تقرير الأثر البيئي الذي تم تقديمه من قبل الشركة، وسوف تكون هناك اجراءات قانونية من قبل وزاره البيئة في هذا المجال، وقد وردتنا شكاوى متعددة من الاهالي والجهات الحكومية المحلية، الا انه لم تتخذ أي اجراءات لحد الآن".
واضاف ان "الدخان غطى مدينة الرفاعي وانتشر الى ناحية النصر (20 كم شمال الرفاعي) بعد تشغيل حقول قرية المبارك (3كم عن الرفاعي) من قبل شركة بتروناس الماليزية، وعندما سكن الجو يوم امس الثلاثاء بدأ السكان المحليون يشمون رائحة النفط المحترق، وللأمر تأثيرات سيئة بالتأكيد على صحة السكان".
وفي السياق نفسه أبدى مواطنون في الرفاعي استياءهم من انتشار الدخان وتشكيله لغيمة سوداء، مشيرين الى انه رغم كون الدخان قضى على البعوض لكنه يحمل مخاطر على صحة الأهالي.
وقال يوسف احمد لوكالة (أصوات العراق) ان "كارثة ستحل بأهالي قضاء الرفاعي المساكين نتيجة دخان النفط المحترق منذ ايام، فقد اصبح الجو لا يطاق، وهذا يضاف الى معاناة المواطنين من قطع الكهرباء وغيرها من المتاعب".
وأضاف ان "كارثة تلوث الجو حلت في المدينة، ولم يكترث احد من المسؤولين لذلك فمازال الدخان يتصاعد وبكثافة ليغطي كل سماء الرفاعي"، لافتا الى ان الدخان المتصاعد من الحقل ساهم في "طرد البعوض والقضاء عليه، لكن ذلك سيكون على حساب تلوث البيئة وخنق الناس".
من جانبه، وصف مصدر بهيئة حقول نفط ذي قار، الحرق الحاصل بالأمر الطبيعي الذي يحصل في كل الحقول النفطية.
وقال المصدر لوكالة (أصوات العراق) ان "عملية حرق الانتاج الاول للبئر طبيعية، وهي حالة تحصل بمختلف مناطق العالم ويمكن مشاهدتها بحقول البصرة القريبة، الا ان عدم معرفة اهالي المنطقة بأساليب الانتاج ولدت هذه الأفكار لدى الناس"، مبينا ان "النفط يحرق لتمييز نوعه وكمية المياه فيه، ويستمر ذلك لعدة ايام قبل ان يتم اخماده".
وعن امكانية الاستعاضة عن الحرق بمنظومة بيئية، اجاب ان "هذه المرحلة مؤقتة ولا يتم استخدام منظومات فلترة فيها كالتي تستخدم بمحطات العزل لأنها تستخدم فقط لتحديد نوعية النفط".
وكانت شركة النفط الوطنية الماليزية (بتروناس) وشركة اليابان للتنقيب عن البترول (جابكس) وقعت يوم الاثنين (20/12/2009) اتفاقا مبدئيا مع الحكومة العراقية  لتطوير حقل نفط الغراف العراقي باستثمارات من المتوقع أن تصل الى ثمانية مليارات دولار.
وتمتلك بتروناس حصة 60 بالمئة من المشروع مقابل 40 بالمئة لجابكس. والاتفاق هو عقد خدمة طويل الاجل لمدة 20 عاما. وستحصل الشركتان الاسيويتان على رسوم قدرها 1.49 دولار للبرميل، وتعهدتا بأن يرفعا مستوى الانتاج الى 230 ألف برميل يوميا بحسب "هو وانج كين" المدير العام لدى (بتروناس)، ضمن عشرة حقول طرحت للتطوير في اطار جولة مناقصات عقود النفط العراقية الثانية منذ عام 2003.
وتمتلك ذي قار احتياطي نفطي مؤكد يقدر بقرابة 20 مليار برميل ضمن خمسة حقول نفطية مهمة وغير مستثمرة هي، حقل الناصرية الكبير بمنطقة كطيعة (30 كم شمالي غرب الناصرية) الذي من المتوقع أن ينتج 300 ألف برميل يوميا، مع قدرته انتاج مليون برميل بعد اكتمال تأهيله، وحقل الغراف (25 كم شمالي الناصرية) الذي يقدر المعنيون بالشؤون النفطية إنتاجه بـ 130 ألف برميل يوميا، وكذلك حقل الرافدين (أبو عمود) الذي يقدر إنتاجه في حال تشغيله أو استثماره بـ 110 آلاف برميل، بينما لم يحدد احتياطي الغاز بالمحافظة الذي يقع ضمن حقول متداخله مع الحقول النفطية او منفردة، وتسبب في عدد من الحرائق للساكنين.
وتقع مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، على بعد 365 كم الى الجنوب من العاصمة بغداد.

المصدر:اصوات العراق

Share |