شبكة اخبار الناصرية/صفاء الغزي:
احد أهم الأماكن الجاذبة للثقافة والفن والتاريخ وتعد أيضا بمثابة بيت القصب لعموم عشائر الشطرة فضلا عن أنها في بعض الأحيان تكون مدرجا للرياضيين ومدارا لنقاشاتهم الحادة ، فمقهى عبيد في الشطرة تختلف عن باقي المقاهي فهذا الحيز لم ينفرد بشريحة أو طبقة عمرية معينة فلا يمكن لمرتاد هذه المقهى أن ينسبها إلى تخصص معين.
قد يكون هذا المقهى الذي انشأ في أربعينيات القرن الماضي صورة مصغرة للمدن المتفقة اجتماعيا، فترى الزي العشائري وزي ابن المدينة ، لكل من هذه الشرائح مكان في هذا المقهى.
وبحسب ما ذكر علي هاشم احد رواد المقهى، لشبكة أخبار الناصرية، بأن هذا المكان هو الوحيد الذي يجمع كافة أطياف المدينة ، فهناك جناح للمثقفين والأدباء والفنانين وجناح آخر لتجمع شيوخ العشائر بالإضافة إلى جناح المعلمين فضلا عن جناح أصحاب المهن وعمال البناء.
وتابع، أن هذا المقهى حاليا يعد من المباني الآيلة للسقوط وبما ان ارض المقهى عائدة إلى بلدية الشطرة فيفترض بحكومة القضاء الاهتمام بها وإعادة بنائها لما تمثله من ارث حضاري وبمثابة فلكلور مهم ينسب لإثبات هوية الشطرة.
وفي نفس السياق قال الفنان التشكيلي كاظم جبار، بأن له العديد من الذكريات داخل هذا الصرح التراثي الخالد ، وان المقهى يعتبر عنوانا بارزا ونقطة دلالة هامة لجميع أبناء المدينة والقرى التابعة لها بالإضافة إلى شهرتها التي تجاوزت حدود المحافظة .
وفي هذا الصدد يقول محمد راضي احد رواد المقهى أيضا، بأنه حين كان صغيرا يخشى المرور من أمام المقهى خوفا من أن يشاهده معلمين مدرسته كونهم كانوا يرتادون هذه المقهى الشهيرة.
مشيرا إلى أن، المقهى هي الوحيدة التي بقيت من مقاهي الشطرة القديمة لان اغلب المقاهي تحولت مع متغيرات الوقت إلى محال تجارية أو شركات ، وبقيت أيضا محافظة على روادها من الناس المثقفين والشعبيين على حد سواء.
محمد عبيد ضاحي ابن صاحب المقهى والمسؤول عن إدارتها، تحدث لشبكة أخبار الناصرية قائلا، لقد تأسس هذا المقهى في أربعينيات القرن الماضي وكانت تسمى في السابق بمقهى طعمة الذي باع المقهى بدوره إلى والده في عام 1954 .
واستدرك قائلا، ان البناء الحالي للمقهى هو نفسه الذي بنيت به منذ ذلك الحين ولم تجرى عليها اي تعديلات لكونها تابعة الى البلدية
وطالب ضاحي ، الجهات الحكومية في مدينة الشطرة الى حث البلدية لصرف مبالغ لإعادة بناء المقهى من جديد او منحهم المقهى لاستثمارها وليتمكنوا من إعادة بنائها وتطويرها معتبرا هذا المطلب من المطالب الجماهيرية لأبناء المدينة.
(ت ص ح)