وكالات:

ينفث اكثر من ثلاثين معملا  للطابوق في ناحية الاصلاح التابعة الى قضاء الناصرية في محافظة ذي قار دخانا اسود يؤثر سلبا على البيئة والصحة العامة في الناحية ،وفيما تتخذ الاجهزة الحكومية اجراءات لتقليل اثار التلوث، شكا اصحاب المعامل ارتفاع الضرائب المستحصلة منهم وقلة الدعم الحكومي بالرغم من ان المعامل وفرت 4000 فرصة عمل وتسهم في خلق فرص عمل اخرى.
الحرق الآلي
لم ينكر مدير ناحية الاصلاح علي حسن رداد اهمية معامل الطابوق في تزويد عجلة الاعمار الجارية في البلاد بالمواد الاساسية فضلا عن تشغيلها لـ 4000 عامل الا انه  اكد اسهام هذه المعامل بتلوث البيئة بسبب عدم التزام بعض اصحاب المعامل بوضع منظومات الحرق الالي .
واضاف رداد " بين  عامي 2005 ـ 2006 فقدت قرية الصفافعة القريبة من المعامل نحو 12 شخصا جراء اصابتهم بسرطان الثدي و مرض التدرن الى جانب الاصابات المتعددة في الجهاز التنفسي ،لافتا الى ان المديرية  تتابع موضوع منظومات الحرق الالي بعد ان اكدت دائرة البيئة وصول منظومات جديدة تم اختبارها في معامل النهروان جنوب بغداد.

حيوانات سوداء
 ابو عليوي احد شيوخ قرية "الصفافعة" اكد ان تاثير الدخان المنبعث من معامل الطابوق اثر ايضا على الحيوانات ،مشيرا الى تبدل لون الاغنام من الابيض الى الاسود .
واوضح ان عدد المعامل ازداد من خمسة معامل العام 2005 ليصبح عددها الان 30 معملا بضمنها ستة معامل غير خاضعة للمواصفات الصناعية التي اضرت كثيرا بالبيئة والصحة العامة ، مشيرا الى ان الدخان يصعد الى السماء بكثافة ليلا وينخفض  نهارا ما يسبب ضيقا في عملية التنفس.

 غرامات
 وتفرض دائرة بيئة المحافظة غرامات قد تصل الى 100 مليون دينار بحق اصحاب المعامل غير الملتزمة بالمحددات البيئية.
 مدير بيئة المحافظة المهندس راجي نعيمة قال : ان المديرية اتخذت عدة اجراءات بحق اصحاب المعامل المخالفة للتعليمات من بينها  الغرامات المالية وقطع حصة النفط الاسود عن تلك المعامل بالتنسيق مع المحافظة ودائرة المنتجات النفطية لايقافها عن العمل لغاية الالتزام بالانظمة والمحددات البيئية ومنها وضع منظومة الحرق الالي .

تجاور المعامل
 وشكل مجلس المحافظة لجنة برئاسة لجنة البيئة والصحة وممثلين عن دائرة الصحة والبيئة والمنتوجات النفطية لدراسة ظاهرة التلوث البيئي الناتجة عن معامل الطابوق.
نائب رئيس لجنة البيئة والصحة في المجلس المهندس هلال حسين قال : لاتوجد لدينا احصائيات دقيقة لعدد الاصابات السرطانية التي سببتها معامل الطابوق ،لافتا الى ان تقارب معامل الطابوق في ناحية الاصلاح مع بعضها يتسبب باطلاق كميات من الدخان الاسود الكثيف الذي يتسبب بتلوث الهواء ويؤثر على الصحة العامة.
وتابع حسين " تم  اتخاذ الاجراءات القانونية  بحق المخالفين  لشروط البيئة والصحة خصوصا المعامل التي لاتستخدم  منظومة الاحتراق الالي التي تخفف من شدة التلوث "، منوها الى ان المنظومات التي تعمل بها هذه المعامل لاتفي بالغرض المطلوب بسبب قدمها.
واشار الى ان دائرة البيئة تهتم بموضوع تجهيز المعامل بمنظومات حديثة تسهم بتخفيف نسبة التلوث في الهواء .

مطالب اقتصادية
وشكا اصحاب معامل الطابوق قلة الدعم المقدم من قبل الحكومة لهم والذي يشمل توفير المراكز الصحية القريبة من تجمعات العمال ومركز للشرطة واخر للدفاع المدني بالاضافة الى خفض الرسوم المستحصلة منهم .
وقال جبر ريسان مزبان – صاحب معمل طابوق: على الحكومة ان تدعم الانتاج المحلي بمنع استيراد الطابوق وتجهيز المعامل بالنفط الاسود باسعار مناسبة، موضحا ان المبالغ التي يتم استقطاعها من اصحاب معامل الطابوق كبيرة جدا حيث يتم قطع 15 مليون دينار لحساب عقارات الدولة سنويا كما يتم استقطاع 15 مليون دينار لحساب املاك المحافظة سنويا و45 مليون دينار الى  دائرة الضريبة فضلا عن ان سعر الصهريج الواحد من النفط الاسود يبلغ ثلاثة ملايين دينار وان المعمل الواحد يحتاج الى 12صهريجا شهريا.
وتابع مزبان ان معامل الطابوق تسهم في عملية الاعمار وتقلص من البطالة اذ وفرت معامل ناحية الاصلاح لوحدها 4000 فرصة عمل ،فيما يوفر انتاجها فرص عمل لقطاعات كبيرة من البنائين والكهربائيين والصباغين والنجارين كجهات تكميلية في البناء الذي يعد الطابوق اساسا له.
وطالب بخفض الضرائب واسعار المحروقات الذي سينعكس بدوره على سعر الطابوق وجودته ويسهم في انشاء معامل اخرى جديدة تزيد الانتاج بدلا من استيراد الطابوق لاسيما والبلاد تتجه نحو الاعمار في جميع مفاصلها.
وتابع " بالنسبة للمعمل هناك متابعة دورية من دائرة البيئة  يتم خلالها فحص  منظومات الحرق الى جانب الوعود التي تلقيناها بتجهيزنا بمنظومات حرق آلى تسهم بتخفيض  80 بالمئة من نسبة الغازات الملوثة للبيئة ".

الأبيض بديلا عن الأسود
وبين مزبان  ان " قرية الصفافعة  كانت ملوثة بيئيا بسبب انشاء هذه المعامل فيها وهي لا تصلح للسكن اطلاقا ،الا ان العمال انشؤوا قرى  قريبة عن مكان
عملهم  ".
واشار الى ان عددا من اصحاب المعامل طالبوا  المحافظ بوضع حلول للتلوث البيئي، لافتا الى ان المحافظ شكل لجنة لدراسة الجدوى الاقتصادية من جراء استخدام النفط الابيض او الكاز بدلا عن الاسود لغرض تقليل نسبة التلوث  وكما هو معمول به في الدول المجاورة .

المصدر:الصباح