نـاشـطـات يؤكـدن تراجع واقـع النساء وتزايد العنف الأسـري وجـرائم القتـل ضدهنّ

Thu, 8 Mar 2012 الساعة : 8:17

وكالات:
حذرت ناشطات نسويات في محافظة ذي قار، من تردي واقع المرأة وتزايد حالات العنف الأسري وجرائم القتل  في المحافظة.
وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف اليوم الخميس.
وقالت الناشطة في شبكة النساء القياديات إيمان الأمين في حديثها لمراسل "المدى"

 في الناصرية حسين العامل: "في البدء أهنئ المرأة العراقية ونساء العالم بيومهن المجيد وأهنئ المرأة الذيقارية وأتمنى لها حياة آمنة سعيدة خالية من العنف والاضطهاد".
ودعت المرأة إلى أن "تنهض بواقعها المأساوي وتغادر حالة التقوقع والانهزامية، وأن لا تستسلم للإرث الاستبدادي والهيمنة الذكورية التي كرستها العادات والتقاليد والأعراف المتخلفة". وأضافت الأمين "ما لاحظته وعايشته خلال عملي أن المرأة تعيش حالة من الانهزامية، حتى وهي في موقع سلطة، فالرجل بطبيعته لا يمنحها الفرصة لأداء دورها الفاعل في المجالات السياسية والاجتماعية، ناهيك عن المجالات الاقتصادية". وذكرت الناشطة النسوية "في أحيان كثيرة يحاول الرجل أن يستحوذ حتى على الفرصة السانحة للمرأة بالكلام, كما يحاول أن يجعل من دورها ثانويا إن لم يعمل على تهميشه وإلغائه"، مضيفة "المرأة في مجتمعنا تتعرض لجميع أنواع العنف والتمييز". ونبهت إلى أن "المرأة اليوم تدفع ثمن الصراع الحاصل بين أقطاب السلطة من الكتل السياسية، فمثلا وعند إقرار موازنة محافظة ذي قار نفاجأ بعدم وجود موازنة للمرأة والطفل بالذات".
واختتمت الأمين حديثها بالقول:  "تم تخصيص نحو ملياري دينار لإنشاء دور للعجزة وقد اعتبر ذلك التخصيص من حصة النساء،  فضلا عن أمور أخرى كثيرة ما زالت تعانيها المرأة في ذي قار والمتمثلة بارتفاع معدلات الفقر والأمية والطلاق وانخفاض مستوى الوعي". فيما أكدت رئيسة منظمة أور لثقافة المرأة والطفل منى الهلالي في حديثها لـ"المدى"، إن واقع المرأة لم يشهد التحسن الذي كنّأ نأمل تحققه بعد سقوط النظام المباد. وأشارت إلى تراجع واقع المرأة مقابل تصاعد العنف الأسري وجرائم القتل والانتحار، إضافة إلى ارتفاع معدلات الطلاق وتزايد أعداد الأرامل في المجتمع، منوهة بأنه "وبالرغم من هذا التراجع لم يشهد واقع الحال التحرك المطلوب لوقف مظاهر التردي من قبل ممثلات المرأة في البرلمان والمجالس المحلية".
ودعت الهلالي الحكومة الاتحادية والجهات المعنية إلى معالجة قضايا المرأة الملحّة والعمل على الحد من العنف الأسري وجرائم الشرف، فضلا عن تأمين فرص العمل للنساء والاهتمام بشريحة الأرامل والمطلقات وزيادة رواتب المشمولات منهن ببرامج الرعاية الاجتماعية.
وفي معرض تقييمها واقع المرأة في ذي قار، بينت الناشطة النسوية شذى القيسي في حديثها لـ"المدى"، وهي تهنئ المرأة في ذكرى الثامن من آذار، أن واقع المرأة في محافظة ذي قار يراوح ما بين التقدم والتهميش. وأضافت أن "هناك نساء أثبتن جدارتهن في قيادة المجتمع، وتطوير بعض الشرائح، وإن بشكل خجول، ولكنهن تركن أثرا ملحوظا يحسب لهن كإنجاز رائع رغم التحفظات والعراقيل التي يواجهنها من بعض الجهات المتطرفة دينيا وسياسيا واجتماعيا. ولفتت القيسي إلى أن "الشرائح الواسعة من النساء قد طالهن التهميش سواء برضاهن أو فرض عليهن قسرا بحجة التقاليد والأعراف وما إلى ذلك من الأفكار السوداوية التي أطاحت بتطلعات وطموح النساء ومنعتهن من أداء دورهن الريادي وحالت دون إسهامهن في صنع القرار وبناء دولة مدنية متحضرة"، بحسب تعبيرها.
وعن إسهام البرلمانيات ودورهن في الحياة السياسية والاجتماعية، وحجم مشاركتهن في المدافعة عن حرية وقضايا المرأة قالت القيسي: "أما بالنسبة لعضوات البرلمان فلم نلحظ أي تحرك لهن في تطوير واقع النساء والنهوض به". وتابعت بالقول: "إننا لا نعرف أسماءهن أو شخصياتهن لكونهن بعيدات تماما عن معاناة وهموم المرأة في المحافظة". وفي محافظة بابل أكدت ناشطات نسويات  أهمية أن تؤخذ المرأة العراقية دورها القيادي ليتسنى لها تحسين أوضاع النساء في البلاد. وقالت مديرة منظمة بنت الرافدين علياء الأنصاري لمراسل "المدى" في الحلة إقبال محمد إن "ما تحتاجه المرأة العراقية في هذا الوقت قبل أن نفكر بالخبز أو التعليم أو أن تنال منصبا قياديا هو أن نحافظ على كرامتها". وأضافت "للأسف المرأة ما زالت مهمشة تقف في طوابير طويلة للحصول على راتب تقاعدي أو معونات الرعاية الاجتماعية، أو أمام المنظمات الخيرية ودور العبادة للحصول على مبالغ لا تغطي الاحتياجات الأساسية، في حين من المفترض أن تصلها استحقاقاتها إلى حيث تسكن بدلا من إهانة الوقوف في الطوابير". وأكدت الناشطة في مجال حقوق الإنسان هيفاء مكي في حديثها لـ"المدى"  أن "المرأة العراقية ما زالت مهمشة في جميع القطاعات وتستغل استغلالا كبيرا، وندعو جميع الذين يتصدون للعملية السياسية إن يضعوا المرأة نصب أعينهم".
في حين أشارت الناشطة النسوية يسرى الفتلاوي في حديثها لـ"المدى"، إلى أنه "قبل الاحتفاء بعيد المرأة يجب أن نتساءل أين هي حقوق المرأة وماذا حققت في الحياة"، مضيفة "لدينا حقوق وعلينا واجبات ونحن نحتاج إلى ثقافة عامة من أجل مواكبة المسيرة، نعم هناك صعوبات تواجه المرأة، وإذا أرادت المرأة أن تثبت وجودها عليها أن تتسلح بالعلم والثقافة وأن تكون ثقتها بنفسها عالية".
من جهتها طالبت الشابة نوران سعد في حديثها لـ"المدى"، جميع الجهات والمعنيين بشؤون المرأة إلى العمل معا للنهوض بواقع النساء العراقيات، مؤكدة  "التكاتف من أجل ضمان حقوق المرأة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمدنية والسياسية والعلمية، وفسح المجال أمامها من أجل الإسهام في المجالات التنموية المختلفة لكي تتحرر من تبعيتها للرجل وتكون البداية لمجتمع سليم خال من الأمراض"، بحسب تعبيرها. "هل يجوز أن ندعي الديمقراطية في حين تقوم أقلية ذكورية بسلب حقوق الأكثرية النسائية، رهاننا بعد التحرير هو الحفاظ على الديمقراطية، فأنا لست مع الجهات التي صرحت قبل أيام أن أمام المرأة سنوات طوالا لكي تأخذ مكانتها في بناء المجتمع، ونقول لأصحاب هذا التصريح إن أول شاعرة هي نازك الملائكة وأول وزيرة هي نزيهة الدليمي وأول معمارية هي زها حديد، بل حتى المقام العراقي لم يكن حكرا على الرجل بوجود الفنانة فريدة".
بهذا افتتح وكيل وزارة الثقافة الشاعر فوزي الأتروشي، الكلمة التي ألقاها نيابة عن وزير الثقافة سعدون الدليمي في المهرجان الذي أقامته الوزارة أمس بمناسبة عيد المرأة، وحضرتها مراسلة "المدى" سها الشيخلي.
المهرجان الذي  حضرته منسقة الاتحاد الأوروبي سوزان ستيل، ومن الملحقية الثقافية الأميركية في بغداد بيكا درامي، والمستشار في الملحقية الفرنسية ببغداد جان ميشيل، تضمن فعاليات لدوائر الفنون في الوزارة والفنون الموسيقية والفنون التشكيلية، ودار ثقافة الأطفال ومدرسة الموسيقى والباليه. وتابع وكيل الوزارة أن "الهيمنة الذكورية على المرأة تعود إلى أزمنة التخلف، وبهذه المناسبة نقدم التحيات والسلام إلى كل أشقاؤنا الذين يساعدوننا في تنمية المجتمع المدني ومكافحة العنف ضد المرأة العراقية".
ودعا الأتروشي المرأة العراقية أن لا تعتمد على العنصر الرجالي لأخذ حقوقها بل تعتمد على عدة جهات، مضيفا "كنا في كل عام نقدم مكافآت للمتميزات في الوزارة وبهذه المناسبة حاولنا تغيير هذا المشهد بتقديم شهادة تقديرية إلى كل المبدعات في وزارتنا". إلى ذلك اختارت الهيئة العامة للإسكان المهندسة أجمل توما في حفل انتخاب المرأة المثالية للعام الحالي.
وذكر بيان صحفي للهيئة تلقت "المدى" نسخة منه، أنه بمناسبة يوم المرأة العالمي، انتخبت رئيسة مهندسين أجمل توما، لدورها المتفاني وعملها المتميز، لتمثل المرأة المثالية في الهيئة للعام الحالي. وأضاف البيان أن انتخاب المرأة المثالية جرى بحضور مدير عام الهيئة العامة للإسكان ومعاونه ومدراء الأقسام وعدد من الزملاء والزميلات، الذين هنأوا توما بفوزها. فيما دعا مدير عام الهيئة في كلمته جميع الموظفين والعاملين إلى حث الجهود والسير على خطى زميلتهم.
فيما ستعقد شبكة النساء العراقيات اليوم المؤتمر الوطني لمناهضة العنف ضد المرأة، تحت شعار (العنف ضد المرأة امتهان لكرامتها وتهديد لاستقرار الأسرة). وذكر بيان صحفي للشبكة تلقت "المدى" نسخة منه، أن المؤتمر سيعقد في  نادي الهندية وسط بغداد لمناقشة عدة محاور، أبرزها تحديث المنظومة القانونية، والعنف الأسري والجنسي والرمزي.
وأضاف البيان أن المؤتمر سيتطرق إلى تأثير العادات والتقاليد في منظومة العنف ضد المرأة، وقراءة في مسودة قانون الحماية من العنف الأسري، فضلا عن عرض لقانون إقليم كردستان حول مناهضة العنف ضد المرأة. وأشار إلى أن المؤتمر سيتضمن نشاطات ثقافية وفنية، مثل معرض الشاهدة الصامتة عن ضحايا العنف، وأفلام وثائقية عن واقع المرأة العراقية، وكذلك معرض لفنانات تشكيليات. وسيختتم المؤتمر بتوصيات محددة وعملية لمحاوره حول ظاهرة العنف ضد المرأة، بالإضافة إلى توصيات حول مسودة قانون الحماية من العنف الأسري.
المصدر:المدى

Share |